الباقر الشريف مالك عركي جديد
عدد الرسائل : 1 العمر : 67 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/01/2009
| موضوع: فأنبتنا فيها حبا الأحد يناير 11, 2009 10:36 pm | |
| [size=18 ]الآية الكريمة التي نحن بصددها لقول الحق( تبارك وتعالي):
( فأنبتنا فيها حبا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبا* متاعا لكم ولأنعامكم*)
هذا التسلسل المعجز في ست آيات قصار يكاد يشمل جميع النباتات التي تصلح طعاما ومتاعا لكل من الإنسان وأنعامه..
أولا: فالكلمة حبا) تشمل جميع أنواع الحبوب( من ذوات الفلقة الواحدة) من مثل القمح, والشعير, والشوفان, والذرة, والأرز, وغيرها, وتنطوي هذه النباتات في عائلة واحدة تعتبر من أكثر النباتات نجاحا لأنها تسود مساحات من اليابسة أكثر من أية نباتات أخري, وتعرف هذه العائلة باسم عائلة النجيليات( العائلة النجيلية) وتشمل نحو سبعة آلاف نوع من أنواع النباتات, وهي أهم عائلة نباتية بالنسبة لكل من الإنسان والحيوانات آكلة الأعشاب كالأنعام, لأن جميع أنواع الحبوب اللازمة لحياة كل منهما تنطوي في هذه العائلة, وقد أنبتها الله( سبحانه وتعالي) قبل خلق الإنسان بملايين السنين, وأخذ الإنسان في زراعتها منذ أيام ما قبل التاريخ.
وبالإضافة إلي هذه المحاصيل المهمة من الحبوب تضم عائلة النجيليات محاصيل أخري مهمة من مثل قصب السكر, وأعشاب المراعي, ومنها الحولية والمعمرة, كما تضم بعض النباتات الخشبية من مثل نبات الخيزران.
ثانيا، والتعبير القرآني: وعنبا وقضبا أيضا تعبير معجز لأن( العنب) يشير إلي رتبة كاملة من نباتات الثمار المهمة هي رتبة العنابيات, وتشمل عائلتين مهمتين هما: عائلة العناب وتشمل(45) جنسا, و(550) نوعا من أنواع النباتات واسعة الانتشار من مثل العناب, والنبق, وعائلة الأعناب, وتشمل(11) جنسا, و(600) نوع من أنواع العنب وهو واحد من أهم المحاصيل النباتية.
أما( القضب) و(القضبة) فهو الرطب من ثمار النبات, و(القضب) أصلا هو القطع, و(اقتضبه) أي اقتطعه, ولذا استعير( القضب) لما يقضب من النبات ليأكله الإنسان غضا طريا كالبقول التي تقطف ثمارها فينبت مكانها, أو تقطف النبتة فينبت أصلها, وفي ذلك إشارة إلي العائلة البقولية, وهي ثاني أكبر عائلة نباتية بذرية يعتمد عليها كل من الإنسان وأنعامه في طعامه, بعد العائلة النجيلية, وهي عائلة نباتاتها منتشرة في جميع أنحاء العالم, وتشمل نحو(600) جنس, و(12.000) نوع من أنواع النباتات ذات الفلقتين وتشمل فيما تشمل: الفول, العدس, الحمص, الفاصوليا, اللوبيا, البازلاء, فول الصويا, الفول السوداني, الترمس, الحلبة, الخروب, التمر هندي, وغيرها, وكلها من ذات الثمار القرنية, ولذلك تعرف أحيانا باسم العائلة القرنية. كذلك تشمل هذه العائلة نبات البرسيم الحجازي الذي يعتبر علفا رئيسيا للحيوانات آكلة الأعشاب كالأنعام, وغيرها من أعشاب المراعي والأعلاف, ونباتات الزهور, والنباتات الطبية.
(ثالثا، والتعبير القرآني: وزيتونا ونخلا: يشير إلي عائلتين من أهم العائلات النباتية هما العائلة الزيتونية والعائلة النخيلية, والأولي تشمل(22) جنسا و(500) نوع من أنواع الأشجار الزيتونية وهي أشجار معمرة, فأشجار الزيتون تعيش لأكثر من ألفي سنة, وهي شجرة مباركة كما وصفها القرآن الكريم ونعتتها أحاديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم). أما العائلة النخيلية فتشمل(200) جنس, وأكثر من أربعة آلاف نوع من أنواع النخيل, والنخيل من أكثر النباتات احتمالا للجفاف والملوحة, وتنمو في المناطق الحارة الجافة والمعتدلة, وثمارها ومنتجاتها تعتبر من أهم المصادر النباتية التي اعتمد عليها الإنسان في حياته منذ وطئت قدماه هذه الأرض.
رابعا، والتعبير القرآني حدائق غلبا) أي حدائق عظاما, غليظة الأشجار ملتفة الأغصان, لتشمل الغالبية الباقية من أنواع النباتات, خاصة نباتات الظل, والزينة, والأخشاب, كما تشمل الكثير من نباتات الثمار المختلفة التي لا تنضوي في المجموعات السابقة.
خامسا، أما التعبير القرآني: وفاكهة وأبا فيركز علي نباتات الفاكهة المختلفة التي لا تحتويها المجموعات السابقة من مثل العائلات التوتية( وتشمل التين, والجميز, والتوت, وغيرها), والوردية( وتشمل المشمش, والخوخ, والبرقوق, والكريز, واللوز في تحت العائلة المشمشية والتفاح والكمثري والبشملة والسفرجل في تحت العائلة التفاحية) والسذبية( عائلة الموالح) وغيرها.
أما( الأب) فهو الكلأ والمرعي وما تأكله البهائم كالأنعام من العشب وغيره من أنواع النبات رطبا كان أو يابسا( مثل التبن).
وهكذا نري في هذا التسلسل المعجز لخمس آيات قصار لا تشغل أكثر من سطرين استعراضا لأهم النباتات التي تشكل الطعام الرئيسي لكل من الإنسان وأنعامه, ولذا ختمت بقول الحق( تبارك وتعالي) متاعا لكم ولأنعامكم).
وعلوم تقسيم الحياة بصفة عامة, وعلم تقسيم النبات بصفة خاصة هي علوم مستحدثة في تاريخ الإنسان، بدأت مع منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ولم تتبلور إلا في أواخر القرن العشرين. واستعراض الآيات التي نحن بصددها لأهم مجموعات النبات في طعام كل من الإنسان وأنعامه بهذه البساطة، والدقة، والشمول، والإحاطة، لمما يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق, ويشهد بالنبوة والرسالة للرسول الخاتم الذي تلقاه، فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين.[/size] | |
|