|
| الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الباقر الشريف مشرف
عدد الرسائل : 87 العمر : 67 مزاجك اليوم : الأوسمة : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا الثلاثاء يناير 13, 2009 11:32 pm | |
| [بسم الله الرحمن الرحيم size=24 ]الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون*( يس:80)
من أقوال المفسرين * ذكر ابن كثير( يرحمه الله) مانصه:... أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء, حتي صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع, ثم أعاده إلي أن صار حطبا يابسا توقد به النار, كذلك هو فعال لما يشاء, قادر علي مايريد, لا يمنعه شئ; قال قتادة: يقول: هذا الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر علي أن يبعثه; وقيل: المراد بذلك شجر المرخ والعفار ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد, فيأخذ منه عودين أخضرين, ويقدح أحدهما بالآخر, فتتولد النار بينهما كالزناد سواء....
* وجاء في تفسير الجلالين( رحم الله كاتبيه) مانصه الذي جعل لكم) في جملة الناس( من الشجر الأخضر) المرخ والعفار, أو هو حطب كل شجر...( نارا فإذا أنتم منه توقدون) تقدحون وتشعلون, وهذا دال علي القدرة علي البعث, فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب, فلا الماء يطفئ النار, ولا النار تحرق الخشب.
* وذكر صاحب الظلال( رحمه الله رحمة واسعة) مانصه:... عجيبة أن هذا الشجر الأخضر الريان بالماء, يحتك بعضه ببعض فيولد نارا, ثم يصير هو وقود النار, بعد اللدونة والإخضرار.. والمعرفة العلمية العميقة لطبيعة الحرارة التي يختزنها الشجر الأخضر من الطاقة الشمسية التي يمتصها, ويحتفظ بها وهو ريان بالماء ناضر بالخضرة; والتي تولد النار عند الاحتكاك, كما تولد النار عند الاحتراق... هذه المعرفة العلمية تزيد العجيبة بروزا في الحس ووضوحا, والخالق هو الذي أودع الشجر خصائصه هذه, والذي أعطي كل شئ خلقه ثم هدي.... * وجاء في كل من صفوة البيان لمعاني القرآن( رحم الله كاتبه برحمته الواسعة) وصفوة التفاسير( جزي الله كاتبه خيرا) كلام مشابه لا حاجة إلي إعادته.
الدلالة العلمية للآية الكريمة تستدل الآيات السبع من خواتيم سورة يس علي قدرة الله( تعالي) في الخلق بتلك القدرة المذهلة التي وضعها في الشجر الأخضر ومكنه من استخدام طاقة الشمس في تثبيت ذرات الكربون الموجودة في غاز ثاني أكسيد الكربون المكون للغلاف الغازي للأرض علي هيئة مركبات عضوية تكون أهم مصادر الوقود علي الأرض, حتي يمكن لكل من الإنسان والحيوان الاستفادة بها, واستخدمت الآيات هذا المثل في الاستدلال أيضا علي أن الله( تعالي) الذي خلق هذا الكون قادر علي إفنائه وعلي إعادة خلقه من جديد( أي بعثه) وفي ذلك تقول الآيات في ختام سورة يس: أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين* وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم* الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون* أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر علي أن يخلق مثلهم بلي وهو الخلاق العليم* إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون* فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون*( يس:77 ـ83).
وهذه الآيات المباركات تشير إلي حقيقة علمية مبهرة, وواحدة من أهم العمليات الحيوية الأساسية, ألا وهي عملية البناء الحيوي التي يقوم بها النبات الأخضر والتي عرفت باسم عملية التمثيل الضوئي أو عملية البناء الضوئي.
وتتم عملية البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات الخضراء علي مرحلتين, الأولي منهما تحدث في الضوء, والثانية تحدث في الظلام, والمرحلة الضوئية يتم فيها تأيين الماء إلي مكوناته من الأوكسيجين, ونوي ذرات الإيدروجين, وأعداد من الإليكترونات, وينطلق غاز الأوكسيجين فيها إلي الجو, وتستخدم كل من نوي ذرات الإيدروجين والإليكترونات الطليقة في المرحلة الثانية التي تتم في الظلام والتي من نتائجها تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلي السكريات والنشويات وغير ذلك من المواد الكربوهيدراتية. وعلي العكس من ذلك فإذا أحرق السكر أو أية مواد كربوهيدراتية في وجود الأوكسيجين فإنه يتحول إلي ثاني أكسيد الكربون والماء, وتنطلق الطاقة, وكأن عملية التمثيل الضوئي هي عملية تكوين السكر بخلط ستة جزيئات من الماء مع ستة جزيئات من ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الشمسية ومادة اليخضور, فينتج عن ذلك جزئ واحد من السكر وستة جزيئات من الأوكسجين.
وكما يأخذ النبات من طاقة الشمس بالقدر اللازم لنموه, فيحول تلك الطاقة الضوئية الحرارية إلي عدد من الروابط الكيميائية بتفاعلها مع كل من الماء وثاني أكسيد الكربون فيكون مختلف المواد الكربوهيدراتية( أي المكونة من الكربون والإيدروجين) التي يستخدمها النبات في بناء مختلف خلاياه وأنسجته, ويختزن الفائض عن حاجته علي هيئة النشويات البسيطة والمركبة, والسكريات المتنوعة; فإن النبات يأخذ كذلك العديد من عناصر الأرض والماء الصاعدين مع العصارة الغذائية التي يمتصها النبات من التربة بواسطة جذوره, وتنتقل هذه العصارة الغذائية إلي كل من الساق والفروع والأوراق عبر أوعية خاصة تعرف باسم الأوعية الخشبية التي تمتد في كل ورقة من أوراق النبات علي هيئة عرق وسطي له تفرعاته العديدة التي تنقل تلك العصارة الغذائية إلي كل خلايا الورقة الخضراء, حيث يعاد تشكيلها علي هيئة العديد من المركبات العضوية التي يحتاجها النبات; وتعود المركبات المصنعة في الأوراق الخضراء عبر أوعية خاصة تعرف باسم أوعية اللحاء لتقوم بتوزيعها علي جميع خلايا وأنسجة النبات حسب احتياج كل واحد منها.
وتتم عملية البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات الخضراء علي مرحلتين, الأولي منهما تحدث في الضوء, والثانية تحدث في الظلام, والمرحلة الضوئية يتم فيها تأيين الماء إلي مكوناته من الأوكسيجين, ونوي ذرات الإيدروجين, وأعداد من الإليكترونات, وينطلق غاز الأوكسيجين فيها إلي الجو, وتستخدم كل من نوي ذرات الإيدروجين والإليكترونات الطليقة في المرحلة الثانية التي تتم في الظلام والتي من نتائجها تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلي السكريات والنشويات وغير ذلك من المواد الكربوهيدراتية. وعلي العكس من ذلك فإذا أحرق السكر أو أية مواد كربوهيدراتية في وجود الأوكسيجين فإنه يتحول إلي ثاني أكسيد الكربون والماء, وتنطلق الطاقة, وكأن عملية التمثيل الضوئي هي عملية تكوين السكر بخلط ستة جزيئات من الماء مع ستة جزيئات من ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الشمسية ومادة اليخضور, فينتج عن ذلك جزئ واحد من السكر وستة جزيئات من الأوكسجين.
وكما يأخذ النبات من طاقة الشمس بالقدر اللازم لنموه, فيحول تلك الطاقة الضوئية الحرارية إلي عدد من الروابط الكيميائية بتفاعلها مع كل من الماء وثاني أكسيد الكربون فيكون مختلف المواد الكربوهيدراتية( أي المكونة من الكربون والإيدروجين) التي يستخدمها النبات في بناء مختلف خلاياه وأنسجته, ويختزن الفائض عن حاجته علي هيئة النشويات البسيطة والمركبة, والسكريات المتنوعة; فإن النبات يأخذ كذلك العديد من عناصر الأرض والماء الصاعدين مع العصارة الغذائية التي يمتصها النبات من التربة بواسطة جذوره, وتنتقل هذه العصارة الغذائية إلي كل من الساق والفروع والأوراق عبر أوعية خاصة تعرف باسم الأوعية الخشبية التي تمتد في كل ورقة من أوراق النبات علي هيئة عرق وسطي له تفرعاته العديدة التي تنقل تلك العصارة الغذائية إلي كل خلايا الورقة الخضراء, حيث يعاد تشكيلها علي هيئة العديد من المركبات العضوية التي يحتاجها النبات; وتعود المركبات المصنعة في الأوراق الخضراء عبر أوعية خاصة تعرف باسم أوعية اللحاء لتقوم بتوزيعها علي جميع خلايا وأنسجة النبات حسب احتياج كل واحد منها.
عدل سابقا من قبل الباقر الشريف في الثلاثاء يناير 13, 2009 11:36 pm عدل 1 مرات | |
| | | الباقر الشريف مشرف
عدد الرسائل : 87 العمر : 67 مزاجك اليوم : الأوسمة : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/10/2008
| موضوع: رد: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا الثلاثاء يناير 13, 2009 11:34 pm | |
| وبذلك فإن الطاقة التي استمدها الشجر الأخضر من أشعة الشمس الواصلة إلي كوكب الأرض, فانتزع بها ذرة الكربون من جزيئات ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الغازي للأرض, هي نفس الطاقة التي تنطلق علي هيئة اللهب الحار الناتج عن احتراق أي من مصادر الطاقة تلك في أوكسجين الغلاف الغازي للأرض( من مثل الخشب, أو الحطب, أو القش أو التبن أو الفحم النباتي أو الحجري أو الغاز الفحمي أو النفط أو الغاز الطبيعي, أو غاز الميثين الناتج عن تحلل الفضلات بصفة عامة), وبذلك تتحد ذرات الكربون المختزنة في تلك المصادر المتعددة للطاقة بذرات الأوكسجين الموجودة في الغلاف الغازي للأرض لتعود إليه علي هيئة جزيئات ثاني أكسيد الكربون مرة أخري وتنطلق الطاقة.
وعلي ذلك فإن عمليات الاحتراق علي سطح الأرض هي عمليات أكسدة لذرات الكربون المختزنة في المواد العضوية لمختلف أشكال الوقود لتعود مرة أخري علي هيئة ثاني أكسيد الكربون الجوي كما كانت في أول الأمر; وهي تشبه عملية التنفس في كل من الإنسان والحيوان, حيث يستفاد بالأوكسجين الموجود في الغلاف الغازي للأرض في أكسدة ذرات الكربون الموجودة في المواد الغذائية لتتحول إلي ثاني أكسيد الكربون الذي انتزع أصلا من الغلاف الغازي للأرض بواسطة النباتات الخضراء.
مما سبق يتضح المضمون العلمي للآية الكريمة التي فهمها أهل البادية علي عهد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بالخشب أو الحطب, أو بكل من المرخ والعفار, ونفهمها اليوم في إطار كل صور الطاقة ذات الأصل العضوي من النفط والغاز المصاحب له, إلي الفحم الحجري والغازات المصاحبة له, إلي الفحم النباتي, والخشب والحطب والقش والتبن وغير ذلك من الفضلات النباتية والحيوانية التي يلعب الدور الرئيسي في تكوينها الشجر الأخضر وما وهبه الله( تعالي) من قدرة فائقة علي احتباس جزء من طاقة الشمس يعينه علي تأيين الماء, ثم اقتناص ذرات الكربون من غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود بنسب ضئيلة جدا في الغلاف الغازي للارض لا تتعدي0.03%, وذلك بواسطة أيون الإيدروجين الناتج عن تحلل الماء, وإطلاق الأوكسجين إلي الغلاف الغازي للأرض, وكأن حركة الطاقة علي الأرض, أو بالأحري حركة الحياة, تتلخص في تبادل ذرة الكربون بين النبات والحيوان والانسان, يأخذها النبات من الغلاف الغازي للأرض بعملية التمثيل الضوئي ويهبها لكل من الإنسان والحيوان والأرض, ثم يطلقها كل من الإنسان والحيوان إلي الغلاف الغازي للأرض بعملية التنفس, وبين العمليتين يختزن لنا ربنا( تبارك وتعالي) كما هائلا من مختلف مصادر الطاقة تختزن فيه ذرات الكربون التي أخذها الشجر الأخضر من الجو واعطاها للأرض إما مباشرة أو عن طريق راقات هائلة من الفحم أو مخزونا ضخما من النفط والغاز حتي يحرقه الإنسان فيرده مرة أخري إلي الغلاف الغازي للأرض.
فسبحان القائل: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون*( يس:80) والقائل: أفرأيتم النار التي تورون* أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون* نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين* فسبح باسم ربك العظيم*( الواقعة:71 ـ74)
وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقي هذا القرآن العظيم, والحمدلله الذي حفظه لنا بنفس لغة وحيه( اللغة العربية), فحفظه لنا بكل إشراقاته النورانية, وصفائه الرباني, وإعجاز آياته لفظا ومحتوي في كل قضية تناولتها, وكل أمر تعرضت له حتي يبقي هذا الوحي الخاتم حجة علي الناس في كل عصر وفي كل حين من وقت نزوله إلي يوم الدين. [/size] | |
| | | | الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |