مساحة الزرع : 50 هـ - مساحة الأشجار : 78 هـ
مساحة النخيل : 64 هـ. وتتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريط عرضه 120 م تقريبا يلف كل المزرعة. إذن نلاحظ ان عرض الشريط قد أصبح 120 م بعد أن كان في الوحدة النموذجية 400م. إذن فهو نظام مرن حسب مساحة المشروع المزمع بعثه، المهم ان نحترم موقع الطبقات النباتية بعضها البعض والتناسب بين المساحات.
2- المزارع النموذجية ذات الحجم المتوسط : وهي المزارع التي تتكون من وحدتين نموذجيتين فأكثر. ولا يتجاوز عددها 15 وحدة لأن المزارع التي تظم 16 وحدة تنطوي تحت المزارع العملاقة التي سنتحدث عنها آنفا.
مثال: مزرعة نموذجية تتكون من 3 وحدات انتاجية نموذجية. (رسم رقم 4)
|
الرسم رقم 4: الشكل العام لمزرعة نموذجية متوسـطـة الحجم |
- مساحة الزرع: 50 x 3 = 150 هك .شعاع المحور الرشاش : 400 م
- مساحة الأشجار : 78 x 3 = 234 هك .عرض الشريط : 400 م
- مساحة النخيل: 64 x 3 = 192 هك. عرض الشريط : 220م تقريبا
1- المزارع النموذجية العملاقة :
تندرج هذه المزارع في إطار إحياء الأراضي على نطاق واسع وإنشاء القرى الفلاحية. وتتطلب رؤوس أموال طائلة إلا أن لها أهمية قصوى في مجال تعمير الأراضي والاكتفاء الذاتي الغذائي وكذلك امتصاص اليد العاملة التي تعاني من البطالة. وتتكون المزرعة النموذجية العملاقة من 16 وحدة إنتاجية نموذجية فأكثر.
وفي صياغة هذه القرى الفلاحية علينا أن نراعي المبادئ العامة للنظام الزراعي المعتمد وفي الآن نفسه علينا ان نقحم عاملا جديدا ذات أهمية قصوى وهو عامل الإنسان وتهيئة ظروف عيشه، فلا بد إذن من إدخال حي سكني تتوفر فيه المقومات الأساسية للحياة العادية لأي إنسان. كما يمكن أن تضم هذه القرى الفلاحية مجموعة من المصانع لتعبئة وتعليب الـمنتجات الفلاحية كمصانع التمور ومراكز تجميع الحليب ومحطات خزن وتبريد. ويكون الشكل العام للقرية الفلاحية كما يلي:
الحي السكني يكون متمركزا في وسط القرية ويحيط به حزام من النخيل ثم من الأشجار المثمرة ثم تأتي بعد ذلك المساحة المخصصة للزراعات الكبرى ثم من جديد حزام من الأشجار المثمرة وأخيرا تأتي مساحة النخيل لتلف كل القرية. وبهذا نكون قد حققنا فوائد عدة.
- لقد حافظنا على المبادئ العامة للنظام الزراعي المتبع : فالزراعات محاطة بالأشجار من الجانبين وهذه الأخيرة محاطة أيضا بالنخيل من الجانبين.
- المنطقة السكنية بحكم موقعها، تمتاز بظروف مناخية أقل حدّة فهي محمية من الرياح وخاصة الرياح الرملية، والجو أكثر لطفا بسبب الطبقات النباتية التي تحيط بها.
- بالنسبة للمساحة المخصصة لكل نوع من المنتوجات فهي أيضا متوازنة ولا توجد أي صعوبة في حساب الأبعاد والقياسات : فحزام الأشجار المثمرة والنخيل يكون عرضه مساويا لشعاع الدائرة التي تكون الوحدة الإنتاجية النموذجية المستعملة.
- ولمزيد من الإيضاح، لنفترض قرية فلاحية تتكون من 16 وحدة انتاجية نموذجية.
وتكون القرية الفلاحية على شكل مربع يتكون ضلعه من 5 وحدات إنتاجية ويتمركز الحي السكني في وسط ذلك المربع وتكون مساحته حسب هذا التصميم ثلث مساحة للوحدة الإنتاجية المستعملة
|
الرسم رقم 5: مزرعة نموذجية عملاقة (قرية فلاحية) |
مساحة المزرعة: 16 x مساحة (و.إ.ن) = 16 x 192 = 3072 هك
مساحة الحي السكني 3/1 x مساحة (و.ا.ن) = 3/1 x 192 = 64 هك
المساحة الجملية للقرية الفلاحية = 64 + 3072 = 3136 هك
مساحة الزراعات 800 هك
مساحة الأشجار: 1248 هك
مساحة النخيل: 1024 هك
وتبقى هذه الطريقة في الحسابات هي نفسها مع مراعات اختلاف عدد الوحدات المستعملة ونوع الوحدة المستعملة أيضا (أنظر رسم رقم 5).
6- خـــاتــمـــــة
في هذه الدراسة، انطلقنا من آيات قرآنية كريمات لنشيد صرحا عظيما في مجال الاعجاز الزراعي في القرآن والسنة النبوية. وتمكنا بفضل لله سبحانه من بلورة الملامح الأساسية لنظام زراعي يستمد مقوماته الأساسية من القرآن والسنة. وانبثق من هذا النظام العام شكلا تطبيقيا خاصا بالمناطق الصحراوية أطلق عليه اسم جنان القرآن، يوازن بين خاصيات البيئة الجافة ومتطلبات العصر التكنولوجية والسوسيو اقتصادية في إطار من التدرج المنطقي والتناسق الايكولوجي.
لقد قدمت هذه الدراسة الفوائد المناخية والبيئية والسوسيواقتصادية والتأثيرات الإيجابية على التربة مما يساهم في الرفع من مستوى الإنتاج وتحسين مردودية المحاصيل، كما شكلت الرسم التطبيقي للمزارع النموذجية المنبثقة عن هذا النظام والخاصة بكل أحجام المشاريع: الصغرى والضخمة والعملاقة.
لكن بالرغم من الأدلة الموضوعية والمنطقية التي قدمناها، تبقى هذه الدراسة وثيقة نظرية جدّ هامة لأي مشروع استثماري تحتاج إلى تطبيقها على أرض الواقع وملامسة فوائدها الاقتصادية ميدانيا لا نظريا فقط.
كما أن هذه الدراسة لا تخلو من الثغرات والنقائص، لذا فإني أوجه الدعوة لكافة المتخصصين وذوي الخبرة في الميدان الفلاحي لنقد هذه الدراسة وتقديم الاثراءات اللازمة والإضافات البناءة. كما أدعو كافة المستثمرين في الميدان الفلاحي إلى اعتمادها كوثيقة أساسية لإنجاز مشاريعهم الاستثمارية.
تمت بحمد الله
المصدر: الاعجاز العلمي في النبات