محمد مشرف
عدد الرسائل : 58 العمر : 50 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/10/2008
| موضوع: من أحاديث الجن ! الخميس يوليو 02, 2009 9:31 pm | |
| من أحاديث الجن ! | | موسى بن محمد بن هجاد الزهراني | قال لي : أُريد أن أسألك عن أشياء غريبة ، نؤمن بها ، ولا ننكرها ؛ لكننا لا نراها ؟!. قلت : وهل لها تأثير في حياتنا ؟. قال : نعم !. قلت : سهلة! قال : مثل ماذا ؟!. قلت : رؤوس الشياطين ! فهل رأيت في حياتك رؤوسَ الشياطين ! قال : أتعني شياطيننا ، أم شياطين الجن ؟! هات حدثني . قلت : أما رؤوس شياطين الإنس فكثيرة .. فمنها رؤوسٌ قد مُلئت غباءً وحمقاً!؛ لكنَّ لها تأثيراً غريباً في دنيا الناس ؛ إذا ما كان صاحب هذا الرأس – مثلاً – مديراً في العمل ، أو كان تاجراً من أرباب رؤوس الأموال ، فتنحني له رؤوسٌ ذكيةٌ زكيةٌ عاقلةٌ، عصرتها الحياة حتى احتاجت إلى رأس هذا الشيطان الغبي الأحمق !. وإذا ما شئت أنواعاً أخرى .. فانظر إلى شوارعنا وأسواقنا ، بل وجامعاتنا ، فسترى شباباً مُضيعين ، يضعون على رؤوسهم ما يشبه ريش النعام في انتفاشه ، ويلبسون سراويل إلى منتصف أفخاذهم الناعمات ، ثم هم لا يستحيون بعد ذلك أن يمشوا بين الناس في الأسواق وعلى سواحل البحار ، وربما ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم من أبناء أبينا آدم عليه السلام ! . قال : لكنَّ هؤلاء نراهم بيننا ، وإنما سألتك عن أمور عجيبة نؤمن بها ولا نراها ! قلت : رؤوس الشياطين ! . فعجب مني واحمرت عيناه ، وكاد يطلق لسانه لولا أن الله سلَّم ، وبادرته .. فقلت : ألم يشبِّه الله تعالى طلعَ شجرة الزقوم في جهنم-نعوذ بالله منها - برؤوس الشياطين ؟!فقال : ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ{64} طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ{65}﴾. قال : بلى ! قلت : فهذا غاية الحسن في الأسلوب البلاغي القرآني ، فقد شبَّه شجرة الزقوم ونحن لم نرها ، بشيء بشعٍ لم نره أيضاً ! قال : بالله عليك لا تتعبني ! أعطني مثالاً مختصراً من واقعنا وأرحني أراحك الله !. قلت : اسمع يا عم !.. هل تذكر قبل سنوات تلك الانتفاضات العظيمة التي هزت البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، وكانت تحت مسمى "انتخابات المجالس البلدية " ، والتي علقنا عليها آمالنا ، وأنها ستقضي عن ديوننا ، وتُذهب همومنا وآلامنا ، وكأنها ستأتي لنا بحسن الخاتمة ! . قال : نعم .. أذكر .. قلت : هل تتذكرها جيداً ولا تنساها؟!. فنفخ وقال : خلِّصنا الله يرضى عليك .. أقسم بالله أتذكرها جيداً ! قلت : فأين هي المجالس البلدية اليوم ؟، هل تحسها ، أو تسمع لها ركزاً ، هل تراها ؟! أجبني .. قال : لا .. لا أراها . قلت : لكنك تؤمن بها وبوجودها ، وانتخاباتها ! قال : نعم .. هذا صحيح . قلت : فهذا جواب سؤالك أيها الرجلُ !. فزمَّ شفتيه حانقاً ، وقطّب حاجبيه ، ونظر إليَّ نظرة احتقار ..ولم ينطق بحرف !
|
| |
|