طواف القدوم
ويطوف الحاج بالبيت ويبدأ طوافه مضطبعا(جعل الرداء تحت الإبط الأيمن ) محاذيا الحجر الأسود مقبلا له أو مستلما أو مشيرا إليه ، كيفما أمكنه ، جاعلا البيت عن يساره قائلا كلما إستقبل الحجر الأسود : " اللهم إيمانا بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاء بعهدك، وإتباعا لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ،
بسم الله ، والله اكبر" .
روى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا اخذ في الطواف : " سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله إلا الله ، والله اكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله "_ ( رواه ابن ماجة ) .
فإذا انتهى إلي الركن اليماني ، يستحب له أن يستلمه ويدعو قائلا : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" ( رواه أبو داود ) .
ويستحب للطائف أن يرمل(الإسراع في الأشواط الثلاثة الأول من طوف القدوم أو العمرة) ويمشى مشيا عاديا في الأشواط الأربعة الباقية . كما يستحب له أن يكثر من الذكر والدعاء .
قال الشافعي : وأحب كلما حاذى الحجر الأسود أن يكبر ، وان يقول في رمله : " اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، وسعياً مشكوراً ".
ويقول في الطواف عند الأشواط الأخيرة : " رب أغفر وأرحم ، وأعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ".
فإذا فرغ من طوافه ، توجه إلي " مقام إبراهيم" تالياً قول الله تعالي : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي " . ويصلي خلف المقام ركعتين يقرأ في الأولي " الكافرون " وفي الثانية " الإخلاص ".
ثم ياتى " زمزم " فيشرب من مائها. ويدعو :"اللهم إني أسالك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء ". وبعد ذلك يأتي "الملتزم " فيدعو الله عز وجل بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، ويستحب أن يلزق وجهه وصدره به. ويستحب دخول " حجر إسماعيل " والصلاء فيه فان جزاءا منه من الكعبة . وقد روى البخاري ومسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في جوف الكعبة ، بين العمودين اليمانيين ".
السعي بين الصفا والمروة
وبعد ذلك يستلم الحجر ويقبله ويخرج من باب الصفا إلي "الصفا" تالياً قول الله تعالي : "إن الصفا والمروة من شعائر الله "؛ قائلا بعدما يصعد عليه : أبدأ بما بدأ الله به .ويتجه إلي الكعبة فيحمد الله ويكبره ثلاثاً ، ويحمده ويقول : لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شي قدير ، لا اله إلا الله وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، يقول ذلك ثلاث مرات . ثم ينزل فيمشي في المسعى ، ذاكراً داعياً بما يشاء .
فإذا بلغ " ما بين الميلين " الأخضرين ، هرول _ وهذا للرجال فقط _ ثم يعود ماشياً علي رسله حتى يبلغ " المروة " ، فيصعد السلم ويتجه إلي الكعبة ، داعياً ذاكراً . وهذا هو الشوط الأول .
وعليه أن يفعل ذلك حتى يستكمل سبعة أشواط .
في اليوم الثامن " يوم التروية "
من السنة التوجه إلى منى في هذا اليوم ، ويستحب الإكثار من الدعاء والتلبية عند التوجه إلي "منى" ، وصلاة الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، والمبيت بها ، وألا يخرج الحاج منها حتى تطلع شمس يوم التاسع ؛ إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .
في اليوم التاسع " الوقوف بعرفة "
يسن التوجه إلى "عرفات " بعد طلوع شمس يوم التاسع ، عن طريق "ضب" ، مع التكبير ، والتهليل ، والتلبية . ويستحب النزول بنمرة والاغتسال عندها للوقوف بعرفة مع صلاة الظهر والعصر جمع تقديم مع الإمام . ويستحب ألا يدخل عرفة إلا وقت الوقوف بعد الزوال . فيقف بعرفه عند الصخرات ؛ فان هذا موضع وقوف النبي صلى الله عليه وسلم .
ويستحب أن يدعوا :" اللهم اجعلها خير قدوة قدوتها وأقربها من رضوانك وأبعدها من سخطك ".
ويستقبل الحاج القبلة ويأخذ في الدعاء ، والذكر ، والابتهال حتى يدخل الليل .
وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفه:" لا اله إلا الله وحده لا شريك له ؛ له الملك ، وله الحمد ، بيده الخير ، وهو علي كل شي قدير ". وروي البيهقي عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثر دعائي ودعاء الأنبياء لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ له الملك ، وله الحمد، بيده الخير ، وهو علي كل شي قدير ، اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي سمعي نوراً ، وفي بصري نوراً ، اللهم أشرح لي صدري ،ويسر لي أمري ، اللهم أعوذ بك من وسواس الصدر ، وشتات الأمر ، وفتنة القبر ، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل ، وشر ما يلج في النهار ، وشر ما تهب به الرياح ، ومن شر وائق الدهر ".
وروي الترمذي رضي الله عنه عنه قال : أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفه في الموقف :" اللهم لك الحمد كالذي نقول ، وخير مما نقول ، اللهم لك صلاتي ، ونسكي ، ومحيائي ومماتي ، وإليك مآبي ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، ووسوسة الصدر ، وشتات الأمر ، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تهب به الريح ".
المبيت بمزدلفة
فإذا دخل الليل أفاض الحاج إلي "المزدلفة " فيصلي بها الحاج المغرب والعشاء جمع تأخير ويبيت بها حتى يطلع الفجر فيصله . فإذا طلع الفجر وقف بالمعشر الحرام حتى يسفر الصبح فينصرف بعد أن يستحضر الجمرات من المزدلفة .
في اليوم العاشر " أول أيام العيد "
فإذا كان قبل طلوع الشمس ، أفاض الحاج من "مزدلفة " إلي "منى" فإذا أتى "وادي محسر " أسرع .
وبعد طلوع الشمس يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، ويستحب له أن يقول مع كل جمرة "اللهم أجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفورا ثم يذبح الحاج هدية _ أن أمكنه _ ويحلق شعره أو يقصره والحلق أولى .
روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (رحم الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : رحم الله المحلقين ، قالوا والمقصرين يا رسول الله ، قال : والمقصرين . وبالحلق يحل للحاج كل ما كان محرماً عليه ما عدا النساء .