الرسول عليه الصلاة والسلام هو اعظم الناس ، وإذا سمعت عن عظيم فاعلم أنك إذا رأيته كان أقل مما سمعت ، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام إنه أعظم مما تسمع عنه.
نتناول جانب العبودية فى حياته صلى الله عليه وسلم ، كيف عاش عبداً ، ماهى عبادته لله ، كيف كانت صلاته ، كيف كان يصوم ، ماهو ذكره لله تبارك وتعالى .
الله عزوجل يمدحه فى القرآن بالعبودية فى أشرف أحواله صلى الله عليه وسلم ، فيقول عنه : [ سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ] الاسراء .
ويقول عنه :[ وأنه لما قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا] الجن – 19 .
ويقول ايضاً : [ تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ] الفرقان /1
يقول الله له :[ واعبد ربك حتى يأيتك اليقين ] الحجر 99 . ويقول تعالى : [ يايها المزمل، قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ، إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا ] المزمل 1-5
فقام عليه الصلاة والسلام ، ثلاثاً وعشرين سنة ، مانام ولا استراح ، أعطى الاسلام دمه ودموعه ، اعطى الدعوة ماله وكيانه ، اعطى الاسلام ليله ونهاره ، فما نام ولافتر ولا هدأ ، حتى اقام لا اله إلا الله .
تفطرت قدماه صلى الله عليه وسلم ، وتشققت رجلاه فتقول له زوجته عائشة رضى الله عنها يارسول الله كيف تفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر ، قال : [ أفلا اكون عبداً شكوراً ] البخارى ومسلم .
قال بلال كما روى ابن جرير وابن مردويه : مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر ، فسمعته يبكى فقلت مالك يارسول الله ، قال : انزلت علىّ هذه الليلة آيات ، ويل لمن قرأها ولم يتدبرها قلت : ماهى يارسول الله ، فأخذ يقرأها ويبكى : [ إن فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الالباب ، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والارض ، ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ] آل عمران 190- 191.
كيف ترقى رقيك الاولياء *** ياسماء ماطاولتها سماء
إنما مثلوا صفاتك للناس *** كما مثل النجوم الماء
حنّ جذع إليك وهو جماد *** فعجبت أن يجمد الأحياء
كان عليه الصلاة والسلام يصوم ، فيواصل الليل بالنهار ثلاثة أيام واربعة أيام ، ولايأكل شيئاً فاراد الصحابة ان يواصلوا كما يواصل فقال : [لا انكم لستم كهيئتى ، إنى ابيت عند ربى يطعمنى ربى ويسقينى ] – البخارى ومسلم .
لها أحاديث من ذكراك تشغلها *** عن الطعام وتلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستضىء به *** ومن حديثك فى أعقابها حاد
يجلس صلى الله عليه وسلم مع الصحابة ، فيقول لابن مسعود: [ أقرأ على القرآن ] فيندفع يقرأ عليه حتى بلغ قوله تعالى :[ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ] النساء -41 .
يبكى صلى الله عليه وسلم تواضعاً لله تبارك وتعالى ، وشفقة على هذه الأمة .
قالت عائشة رضى الله عنها استفقت ليلة من الليالى فبحثت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فوقعت يدى على بطن قدميه وهو فى المسجد ، وهما منصوبتان وهو يقول : [ اللهم إنى اعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك، اعوذ بك منك لا اطحى عليك ثناء عليك ، أنت كما اثنيت على نفسك ] مسلم .
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعبد الخلق لله ، وأشدهم له خشية وقد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر ، ومع ذلك أجهد نفسه فى العبادة ، فى صلاة الليل ، فى الذكر ، فى تلاوة القرآن ، فى التسبيح والتهليل .
صلى الله عليه وسلم