المقدم: يبدأ من سن كم؟
د.سلمان العودة: بعد العاشرة.
المقدم: نتكلم عن قضية حوار دار بين زوج، وزوجته.. يعني هم ارتضوا لأنفسهم أن ينظروا إلى بعض القنوات التي فيها إخلال، وكان يعني يركزون على القنوات التي فيها إخلال أتت لقطة مخلة فقالت الزوجة للزوج: أنا دائما أقول لك لننظر إلى هذه وحدها دون الأبناء، وهو يرد أن هؤلاء الأطفال ما يفهمون.
د.سلمان العودة: لا بالعكس.. يعني الأطفال يفهمون، وتنطبع في أذهانهم يشعرون إن لم يعرفوا أو يعبروا عن هذه المشاهد بنفس الأسلوب الذي يعبر فيه الكبار.. لكنهم يدركون أن هذا داخل في دائرة العيب أو داخل في دائرة الأمور الرديئة أو الحقيرة.. هكذا الثقافة تعطيهم، والتربية تؤكد عندهم هذا المعنى.
الأمر الثاني: أنه يكبر، والصورة هذه منطبعة في ذهنه، ولهذا أود أشير إلى أنه أحيانا بعض الأطفال في ممارساتهم قد يكونوا راقبوا الكبار أيضا، وهذه نقطة يجب أن ينتبه لها، ولهذا في القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ } فأمر الله -سبحانه وتعالى- بأنه يكون هناك نظام منزلي إنه غرفة النوم يستأذن الأطفال قبل الدخول فيها يتعودون خصوصا { مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء} يعني أوقات الخلوة بين الزوجين يفترض أن يتعلم حتى الأطفال الصغار أن لا يقتحموا غرفة النوم دون أن يتعودوا على الاستئذان أو طرق الباب فهذا نوع من التعويد للصغار.
المقدم: قنوات الكرتون.. يعني هناك الآن ظهر عدد كبير من قنوات الأطفال المتخصصة، وبعضها أيضا في كرتون الأطفال.. بعضهم يمنع بحجة إنه وجود مثلا موسيقى أو إن هذا يعني تعلمهم، وبعضهم بالعكس يقول: هذه تنمي مهارات الطفل، وهذه ممتازة، وتملأ فراغه وهو بأمس الحاجة إليها.
د.سلمان العودة: لا شك أن القنوات الآن أصبحت كثيرة جدا، وهناك قنوات غربية مترجمة، ومتخصصة مثل قنوات ديزني لاند، ولها كتب، وهذا الأمر اللافت للنظر ممكن لما تذهب للمكتبة تجد قائمة كبيرة جدا من الكتب المتصلة بهذه الأفلام، وهذه المشاهد، ولا غرابة إنك أحيانا تجد بعض الأطفال يهتمون بمتابعة التفاصيل، والأبطال، والرموز، وهذا اليوم بالذات كنت أسمع طفل قريب في اجتماع، وهو يحدث والده، ويقول له: أن فلانا ذكر اسما معينا.. يعني جاءه ولد.. له ولد فقلت: هذا الطفل لا يعرف هل ولد لخاله ولد، وهل ولد لعمه ولد، وهل ولد للجيران ولد؟
لكنه يعرف بتفاصيل دقيقة، ومتابعة لمثل هذه الأشياء فهي مؤثرة في الأطفال، ومن هنا الضرورة ماسة لتناول هذه الأمور..
أولا: طبعا صعب إغلاق الباب، وتناول هذه الأشياء تماما كما لو كانت غير موجودة.. لا.. لابد من إيجاد البديل المناسب.
ثانيا: لابد من التعاطي معها بإيجابية، وبوعي، وتربية الأطفال على التميز بين النافع، والضار حتى بأنفسهم.. يعني بعض القنوات أعتقد ينبغي أن تحجب، ولكن هناك أيضا برامج يجب أن تحجب.. يعني قد رأيت بعيني مرة برنامج جاء به بعض الشباب فيه قضية آلهة، وعبودية، ووثنية، ومعاني كثيرة جدا هذا في غاية الخطورة على عقليات الأطفال، وعلى إيمانهم، وتصور بعض المخلوقات وهي ذات قدرات خارقة.. يعني هذا يؤثر تأثيرا كبيرا على مزاج الطفل، وعلى شخصيته، وعلى قناعته، وربما يحدث عنده أو يصنع عنده في المستقبل مشكلات كبيرة جدا علينا أن نحسن الانتقاء.. علينا أن نجعل الأطفال يتعايشون مع عصرهم دون انقطاع، وفي الوقت ذاته يكون عندهم قدرة على التمييز.. يعني مثل قضية وجود الأصوات الموسيقية أو غيرها في بعض هذه البرامج هذه ممكن أن يعود الطفل على أنه يخفف الصوت إذا جاء يكون عنده هو مسئولية مباشرة له مع أنه هذا طفل.. يعني لم يصل إلى مرحلة التكليف، وهذه الأصوات أيضا ليست مقصودة، وإنما أتت تبعا، ويجوز تبعا ما لا يجوز استقلالا.
الفقهاء يعني حتى بالنسبة للكبار يقولون: النهي هو للمستمع دون السامع.. يعني الذي سمع دون أن يتقصد هذا الشيء أو هذا الصوت فينبغي أن يراعى هذا، ولكن يربى الأطفال على أن يقوموا بدورهم هم، ومسئوليتهم فيها.
المقدم: طبعا من الثورات في عصرنا هذا اللي هي قضية الألعاب الالكترونية سواء الألعاب (البلاي ستيشن) أو غيرها التي يقضي فيها الأطفال وقت كبير جدا، وفيها أفلام العنف، وفيها أفلام الرعب، وفيها اللقطات الغير مخلة، وفيها الألعاب العادية.
د.سلمان العودة: طبعا من نافلة القول أن معظم هذه الألعاب ربما هي غربية تحكي ظروف، وأوضاع، وبيئات، وأشخاص، وحتى اللغة أحيانا إذا كان فيها لغة.. لكن هي واقع قائم هذه الأيام، ومن هنا يأتي الكلام السابق في أهمية إيجاد البدائل الجيدة، والمناسبة..
أهمية اختيار المعقول مما هو موجود أهمية أن لا تطغى على أوقات الأطفال أن لا تسيطر عليهم؛ لأنه قد يكون عنده مثلا الفيديو، وعنده القنوات الفضائية، وعنده (البلاي ستيشن) وعنده (السوني) وعنده أحيانا (الجيم بوي) في جيبه، وحتى وهو في الطائرة أو وهو في السوق في الشارع، وربما في المدرسة.. فهذا معناه أنه استحكمت الحلقة أو الشبكة الالكترونية أو الشبكية على الأطفال في كل وقت.. ثم هي ألعاب في كثير من الأحيان تؤثر، وتفضل أن يبقوا هم جلوسا، وأن يكونوا أكثر قربا من الشاشة.
وبالتالي هذا يؤثر على المخ، وعلى الأعصاب.. يؤثر على البصر.. يؤثر على حتى استمرار الحضور في وجود السمنة الآن في المملكة العربية السعودية مستوى كبير جدا من السمنة حتى عند الصغار عن غيرهم، والسبب مثل هذه الألعاب.
ولذلك أقول: ينبغي أن نكون منحازين لنوع آخر من الألعاب، وهو الألعاب الحركية.. يعني كل بيت، وكل أسرة ينبغي أن يكون عندهم جزء على الأقل غرفة في المنزل إن لم يكن عندهم فناء يكون هذه الغرفة مخصصة لألعاب حركية أن يكون هناك نوع من الرياضة يلعب بها الأطفال بعضهم مع بعض.. تتحرك أجسادهم.. يذهبون.. يجيئون.. هذه فيها نوع من حركة الجسم، وفيها تدريب، وهي أكثر واقعية عن الألعاب التي هي في الواقع هي ألعاب افتراضية قد تجعل الطفل يغيب عن واقعها.. يعني كون الألعاب هذه بالمناسبة.. يعني في مناسبة معينة ذهب الأب إلى مدينة ألعاب، ووجدوها فيها بعض الوقت.. أما أن تكون هي الشأن؟
أريد أن أقول لك: إنه الأهل دعنا نكون واقعيين.. الأهل خصوصا عندنا في المجتمع السعودي، وبشكل أخص في الخليجي، وبشكل أخص في السعودي.. هناك كثرة في الأولاد.. فلما يكون البيت فيه أربعة خمسة ستة من الأطفال.. يعني يكون الأبوان في حالة تذمر أنه هؤلاء الأطفال أقلقوا علينا عيشنا، وهم يتحاربون فيما بينهم، ويتصارعون، والبكاء في كل وقت، وبالتالي المهم أن يلهو عنا.
المقدم: باختصار؛ لأن الوقت ضاق علينا.. الطفل، والخادمة كيف نحل هذه المعادلة؟
د.سلمان العودة: نعم الخادمة أيضا أصبحت يعني الأشياء التي فرضتها تغيرات المرحلة، والعصر فلا يكاد يوجد بيت إلا، ويوجد فيه خادمة تقوم بشئون المنزل، وبالتالي تكون هذه الخادمة متصلة بالطفل.. مهم أن تكون هذه الخادمة تحمل ذات القيم، وذات المبادئ، وهذا جانب أساسي.
كثير من البيوت قد يكون فيه خادمة.. يعني تنتمي إلى ثقافة، وإلى ديانة مختلفة تماما، وبعيدة كل البعد عن قيم المجتمع.
أعتقد أنه إدراكنا كون خادمة مسلمة مصلية صائمة هذا له دلالة مهما كان الأمر الآخر أن هذه الخادمة عليها ينبغي أن لا يسلم الأطفال لها تماما.. يعني عليها أو لها دور في جوانب اللبس.. في جوانب الغسيل.. التنظيف الخ.. لكن أن تكون هي المسئولة عن الأطفال تماما، وأن يغيب الأهل هذا خطأ كبير؛ لأن من شأن ذلك أولا الخادمة لا تستطيع أن تعرف إن كانت أمينة، وربما تقل بدورها.. بل هناك حالات ربما الخادمة تخنق الطفل أو تقتله أو تقوم بوضع تعويذات سحرية عليه في حالات كثيرة جدا تحدث في البيوت.
من هنا ينبغي أن تكون عين الأمة بصيرة، وقريبة، وأن تدرك الأم أن حنانها، ويدها الحانية، ولمستها الدافئة لا يمكن أن يعوضها أحد قط.
المقدم: الكلمة الأخيرة للطفل.
د.سلمان العودة: الأطفال هم أعظم ثروة علينا أن نعدها للمستقبل أحسن الإعداد.
المقدم: إذن انقلوا عن الشيخ سلمان أنه يقول: الأطفال أعظم ثروة.
السلام عليكم.