بسم الله الرحمـــن الرحــــيم
6- التقدير |
اندماج المادة الوراثية للبويضة والحيوان المنوي فور الإخصاب |
ما أن يدخل رأس الحيوان المنوي إلى داخل بويضة الأنثى حتى يتضخم ويتحول إلى نواة ذكرية أولية تحتوى على 23 كروموسوم (22+Y) أو(22+X) بينما في نفس الوقت تتشكل نواه البويضة في صورة نواة أنثوية أولية (22+X) ثم تفقد كل منهما الغلاف الخاص بها وتتحد الكروموسومات الموجودة في كل منهما في نظام دقيق ليعود عدد الكروموسومات في الخلية الجديدة إلى العدد الكلى للخلية البشرية (23 زوج من الكروموسومات). وتحتوى هذه الكروموسومات على حوالي 100 ألف جين بشري يحدد إجمالي الشفرة الوراثية البشرية ويبلغ عددها حوالي 3 آلاف مليون حرف وراثي.
لقد قدر الله تعالى لهذا المخلوق صفاته الوراثية وطوله ولونه وهيئته ووقدراته العلمية والجسدية والأمراض الوراثية التي قد يحملها واستعداده للإصابة بالأمراض المختلفة. لقد تم التقدير لهذا الجنين فور بدء خلقه ومن العجيب أن القرآن الكريم يوضح هذه الحقيقة المعجزة فيقول الله تعالى (من نطفةٍ خلقه فقدره) (سورة عبس: 19). فأعقب بدء الخلق (إتحاد الحيوان المنوي مع البويضة) بالتقدير ( وهواجتماع وترتيب المورثات التي تحمل الصفات الوراثية لهذا الجنين).
7- الفَلْقْ |
من اليوم التالي للإخصاب، تتوالى حدوث الانقسامات بالبويضة المخصبة Moore and Persaud، 1998، Before we are born، 5th ed.، p: 44 |
تتحرك النطفة الأمشاج في قناة فالوب حتى تجويف الرحم في اليوم الخامس تقريباً....أثناء هذه المسيرة فإنها تأخذ في الانقسامات المتوالية التي يستغرق كل انقسام منها في البداية من 12-24 ساعة لتتحول النطفة الأمشاج إلي خليتين ثم إلى 4خلايا ثم إلى 8 خلايا ثم إلى 16 خلية وهوبداية طور التوتة (Morula)التي تدخل إلى تجويف الرحم وتستمر في الانقسام وهذا النظام البديع وهوتكوين الجنين من انقسام الخلايا(الفَلْقْ) لا يَشِذُ عنه أي كائن حتى الكائنات وحيدة الخلايا كالبكتيريا حيث تتكاثر بالانقسام. والكائنات عديدة الخلايا تتكون من ملايين الانقسامات المتتالية ليتكون منها فى النهاية المخلوق.ولا عجب أن يشير القرآن إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق) (سورة الفلق:1). والفلق هنا في معنى اسم مفعول بمعنى مخلوق، فكل كائن حي مخلوق هوفي حقيقته مفلوق لهذا قال ابن عباس في تفسير هذه الآية عندما سئل عن الفلق فقال (الخَلْق)(4).
8- الحرث |
بويضة مخصبة بعد دفنها في جدار الرحم |
بعد وصول التوتة إلى تجويف الرحم، يظهر فيها تجويف تتحول معه إلي ما يسمى بالكيس الخلوي (Blastula) ثم تتميز الخلايا إلى طبقتين: طبقة داخلية (Inner cell mass) وهي التي سيتكون منها الجنين وطبقة خارجية (Outer cell mass) وهي التي ستشارك في مسؤولية تغذية الجنين. وهذا التميز يتشابه مع جنين النبات الذي يوجد في المنطقة الداخلية ومحاطاً بخلايا خارجية. وفي نهاية الأسبوع الأول تكون قد وصلت إلى موضعها المناسب لتنغرس في جدار الرحم.
إن مقارنة البذرة الإنسانية بالبذرة النباتية ومقارنة تربة الأرض التي تحتاج إلى تمهيد وإزالة للطبقة السطحية مع إضافة طبقة جديدة قبل غرس البذرة ببطانة الرحم التي يتم تمهيدها خلال الدورة الشهرية لتزال الطبقة السطحية وتنموطبقة جديدة لتكون في أفضل حالاتها وقت انغماس البذرة.. هذه المقارنة تجعلنا نشعر بالمعجزة في أن يستعمل القرآن الكريم لفظ (الحرث) الذي يستعمل للنبات في معرض الحديث عن النشأة الجنينية للإنسان. قال تعالى (نساؤكم حرث لكم فأتوا حَرْثكم أنَى شئتم)(سورة البقرة: 232).
9- العَلَقة "الأسبوع الثاني والثالث " الجنين |
(أ) |
|
(ب) |
الجنين يعلق بالمشيمة بواسطة ساق اتصال ابتداءً من الأسبوع الثاني ليحصل على غذائه متطفلا على دم الأم (أ)، ويكون شكله مثل طفيل العلق (ب). |
بعد اكتمال إنغراس البذرة الإنسانية في جدار الرحم في الأسبوع الثاني تتميز الطبقة الداخلية للجنين إلى طبقتين (Bilaminar) بينما تتعلق الطبقة الخارجية بجدار الرحم بواسطة ساق التعلق (Connecting stolk) للحصول على الغذاء من دم الأم.وفي الأسبوع الثالث تتكون طبقة ثالثة بين الطبقتين وبذلك تكتمل الطبقات الثلاث التي سينشأ بإذن الله منها جميع أجهزة الجسم (Trilaminar). وتتميز منطقة الرأس من منطقة المؤخرة ويأخذ الجنين الشكل الدودي سابحاً في السائل المحيط ومتغذياً عليه ومتعلقاً بجدار الرحم وهوبذلك يشبه طفيل العلق الموجود فى البرك فى نواحى كثيرة منها:
1- الشكل الدودي
2- السباحة في وسط سائل
3- تعلق طفيل العلق بكائن آخر.
4- تغذية طفيل العلق على دماء هذا الكائن الأخر.
وصدق الله العظيم إذ يقول:( خلق الإنسان من علق) (سورة العلق:2). وقال تعالى ( ثم خلقنا النطفة علقة) (المؤمنون: 14)
تــابـــــع