بسم الله الرحمن الرحـــيم
• وقد أجريت الدراسة في سبعة مراكز لعلاج السرطان في أنحاء الولايات المتحدة، وقد قال: 32 بالمئة ممن شملتهم الدراسة إن الدين هو السبب الرئيسي الذي يجعلهم يتحملون كل ذلك ويواصلون حياتهم.
2-وصف القرآن الكريم لمرحلة الشيخوخة وأرذل العمر (مرحلة التنكيس).
(وَاللّهُ خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىَ وَلاَ تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمّرُ مِن مّعَمّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتَابٍ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ) [سورة: فاطر - الآية: 11]
• يقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) الحج 5 .
• (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) (25) الاسراء .
• (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء) آل عمران 40
• (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) مريم 4،5
• (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (15) سورة الأحقاف .. 15
• وبالرغم من أن هذه المرحلة تتخذ في الأسلوب القرآني أسماء عديدة حسب الآيات القرآنية التي ورد فيها الحديث عن هذه المرحلة إلا أن هذه الأسماء في الحقيقة أقرب إلى الوصف منه إلى التسمية ومن هذه الأسماء:
• الكبر : لقوله تعالى: (وأصابه الكبر) (البقرة ٢٦٦
• العجز : لقوله تعالى: (فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) (الذاريات ٢٩
• أرذل العمر : لقوله تعالى : (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) (النحل ٧٠
• معمر : لقوله تعالى: (وما يعمر من معمر)
• الشيبة : لقوله تعالى: (ثم جعل من بعد قوة ضعًفا وشيبة) (الروم ٥٤
• - الضعف : لقوله تعالى: (ثم جعل من بعد قوة ضعًفا وشيبة) (الروم ٥٤
• لذا آثرت استخدام (الشيخوخة- التنكيس) اسمًا للمرحلة لأن القرآن ذكرها اسمًا لها في معرض تعداد أطوار خلق الإنسان، قال تعالى : (ثم يخرجكم طًفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخًا) (غافر ٦٧ ) بل ذكرها في معرض تعريف المخاطبين بسن المتكلم عنه كما في قول المرأتين لموسى (وأبونا شيخ كبير) (القصص ٢٣ )، وقول زوج إبراهيم (وهذا بعلي شيخًا) (هود ٧٢ )، وقول إخوة يوسف (إن له أبًا شيخًا كبيرًا) (يوسف)
• الشيخوخة: مصدر من (الشيخ): والشيخ الذي استبانت فيه السن وظهر عليه
• الشيب وجمعه: أشياخ، وشيخان، وشيوخ، وقد ورد الأخير في القرآن (ثم لتكونوا شيوخًا) (سورة غافر ٦٧)
• وأشياخ كما ورد في السنة كما في حديث (كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر)
• وكلمة الشيخ وردت في القرآن أربع مرات سبق ذكرها في المقدمة وهي في المواضع الأربعة أتت على المعنى اللغوي حيث دلت على كبر السن. ومما ينبغي الإشارة إليه أن استخدام كلمة (الشيخ)عند التفصيل الأصح أنها خاصة بالرجل
• أما المرأة فيطلق عليها عجوز كما في قوله تعالى (قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا )(هود )
• قال في اللسان "العجز:الضعف، والعجوز من النساء :الشيخة وقد وردت تسمية المرأة الكبيرة بالعجوز أربع مرات في القرآن هي :
الآية السابقة، وقوله: (وقالت عجوزعقيم)(الذاريات ٢٩) وقوله: (إلا عجوزاً في الغابرين) مرتين (الشعراء ١٧١ -الصافات
قال ابن منظور: (النكس: قلب الشيء على رأسه) والمقام يتعلق بوصف الحالة في أواخر العمر بعد بلوغ غاية الكفاءة في مرحلة الشباب، ولذا التعبير بفعل (النكس) في الآية الكريمة يعني انقلاب الحال في الخلق، وقد ورد فعل (النكس) في قوله تعالى: (ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَى رُءُوسِهِمْ) الأنبياء 65،
• وكذلك قوله تعالى:{وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِى الْخَلْقِ}؛ قال الألوسي: (فيه تشبيه)أي تشبيه انقلاب حال من بلغ الشيخوخة بقلب الشيء على رأسه، قال ابن منظور: (فصار بدل القوة ضعفًا وبدل الشباب هَرَمًا)
وقال أبو السعود: (فلا يزال يتزايد ضعفه وتتناقص قوته وتنتقص بنيته ويتغير شكله وصورته حتى يعود إلى حالة شبيهة بحال الصبي في ضعف الجسد وقلة العقل والخلو عن الفهم والإدراك
• وأكد ابن كثير في موضع آخر على اشتمال النص الكريم الدلالة على تغيرات باطنة للشيخوخة بالإضافة إلى التغيرات الظاهرة؛ فقال: (تتغير الصفات الظاهرة والباطنة) ورجح الآلوسي اختلاف زمــان ابتداء تغيرات الشيخوخة، وعبارته هي: (والحق أن زمان ابتداء الضعف وانتقاص البنية مختلف لاختلاف الأمزجة والعوارض)
• 3- الأحاديث النبوية الشريفة لمرحلة الشيخوخة وأرزل العمر (مرحلة التنكيس).
• وروى الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت ).
قوله صلى الله عليه وسلم: وقع في الهرم حتى يموت يشير إلى أن الذي يقع في الشيخوخة لا يشفيه دواء ولا ينفعه علاج وفي هذا الحديث النبوي الشريف الكثير من الحقائق العلمية
• ولو تدبر الناس ما جاء في الحديث النبوي في هذا الموضوع ما أضاعوا كل هذا الجهد وما خسروا كل تلك الأموال في البحث والعناء فيما لا طائل من ورائه... فقد أخرج أبو داود والترمذي عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: يا رسول الله! أنتداوى؟ قال: نعم عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا داءً واحداً قالوا: وما هو قال: الهرم. ( أي: الشيخوخة لا دواء لها ).
تـــابـــع