يوسف هاشم محمد نجم عركي نشيط
عدد الرسائل : 29 العمر : 77 المزاج : عال العال مزاجك اليوم : جنسيتك : السودان الأوسمة : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 07/12/2011
| موضوع: الآن حاضرة الوجود السبت يوليو 07, 2012 2:16 am | |
| لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر محمد بن عبد {الله} عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الآن حاضرة الوجود
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم .نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول والآخر :
{الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر. ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. والوعد كان قد جاء هكذا : {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا } [79 الإسراء] المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله} النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس وجن . الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن. المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
يُشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك فوق البعد الرابع من على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور: هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع: قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين : { لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [125 النحل]
{اللهُ} جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون} [30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن الرّحيم { وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين} [9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى
إهداء هذا الكتاب
الحرية هجرة من تلبيس وتعقيدات من نفَسٍ ضيّقٍ من نفْسٍ بالسوء أمّارة من طاحونةٍ للرزق دوّارة إلى الكلم الطيّب مقاماً لا تتهدده الأغيار
الحرية من جنّة الرضوان هي أوسع الأبواب لا من خارجه ولا من داخله مسدول عليه حجاب الداخل إليه صفّى حساب والخارج منه رائح يعدّل الأسباب يجدد البنيان ومن ثم يعاود المشوار
كل ما في الكون محقق فيك له تمثيل نسبي ولا أيّ حد غيرك لتمثيلك مطابق وتلك حكمة كمال خالق جماله صور بديعة لا لها تكرار
أنت صورة من بديع تصوير جماله أنت صور فيك نافخ الروح مثاله به أنت الآن قائم وعند التناهي لا بل أنت هو ولا لك في الأمر كله ثم أيّ خيار
التوحيد
التوحيد ما هو علم تحفظ له حديث تقول أنا شيخ وتقرأ الآيات
وما هو دَين {لله} {الله} ما يسلف و لا يخلّف حاشاه الكريم الأحد الصمد مستديم الجود هدى وهبات
التوحيد حالة فيك أنت يكون ظاهرك يحكي عن باطنك بلا تلفيق ولا تصفيق بل بي عمل يصدّق الكلمات
علم عام في بحر علام فيه إتماص ما له قيف حداه يقيف كسره بي مويه شراب الموص وصّت به حبوبات
ما هو قطرات من سحابة صيف بل العلم الفيه إكرام ضيف ومهما يكون الجيب من الوساخه نضيف أهلا حبابكم عشرة تغني عن وجبات
التوحيد شجاعة بها تقيف ما تهاب الموت ولا بتندب فوت الفات الفات في ديلو سبع لفات
إنت ود اليوم وتومك البسمات أنحن نتحدث بي لسان العصر دائما نكون في قيام حالنا ما مايل نوازن بالصدق كفات
أنحن ما بنضيف ولا نلغي بل نحن بنكييف نمحص كيف يكون الكيف لزوم اليوم كلاتنا ولاد تسعة وحق {الله} نتقاسم في اليوم وفي بكره وكل ما قد فات
التوحيد ما علم مدروس تساهر الليل تذاكر له كراسات
التوحيد رغيف مهروس في بطن جوعان مويه لي عطشان مواساة لي وجعان وتعليم لأمّي بيهو يعبّر الخطرات
ترياق جرعة الغيظ
تتجرّع الغيظ صِبراً به تُداوي ما أصابك من جراح
كلمة السوء تقذفها لا تقع أرضاً ولا يردها عن الاثنين إلا السماح
إن بسطت يداً مملوءة إثماً تبوء بالإثمين معاً ولن يُفلتك منه نواح
الخالدات
الخالدات أبد الدهر وبعده الكلمات الطيبة والطيبات للطيبين وذلك قانون الوفاق
بالكلمة الطيبة توثيق عرى الأواصر فهي أصلها ثابت لا يزعزعه الخوف ولا النفاق
كلمة السوء المنمّقة يمكنها أسر بعض العقول ولكن يستحيل عليها اختراق القلوب مهما اشتدّ الشّقاق
هل تهجع الأرواح
تروح أنوار ليلي لتختفي والصب المشّوّق يتساءل متى جاءت حتى تستدير إلى الرواح
وصاحبة توزّ الرياح تجلبها فتتمنّع وترسل بصاصها تستطلع الأسحار ومن ركع حتى إذ أطلّ الفجر برأسه ذهبت الأشواق أدراج الرياح
وتتساءل أخوات ليلى أين مي فيقال ذهبت إلى الآفاق تجلبها لتحشر الوحش فجراً قبل أن يؤذن البيّاح
وجاءت تقول مي وقد تهلل الوجه منها ما أن وردت ماء مدين التقيت السلام عليه موسى يقول لا إله إلا أنت سبحانك ظلمت نفسي إذ أنني سلمتها راعي الصباح
وتشرق الأرض بنور ربها فيتحاوى الليل المضيء خلف ثيابها فيُرى وكأن ما كان شيء وقد هجعت الأرواح
وأصبح العاشق الصب يتذوّق الشجر مذاق الروح ولا يبالي بالمزج بعد أن ذاق الطعم السمح صافياً وقِراح
عسى ولعل
كل فتىً يهوى فإني بأذياله متعلق عسى ولعل أن يراني الحبيب بعتبة داره أتمرّق
وكل سوّاحٍ على الجمر من نار أشواقه أرجوه لي مرشداً عسى ولعل أن أتذوّق بعضاً من شراب نبعه المتدفق
الواحد ثالث اثنان
قال {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} وهل في الكون إلا عبيداً لملك الملوك إنس وجان
وفي الضمن إبليساً شيطاناً مسخرا عبر الزمان
هو يمثّل ألم خصام الأحبة لعودٍ حميدٍ هنا والآن
لولا العبدُ مأمورٌ يبعثر شراً لما كان غفرانٌ بكلمة الحق عليه ضمان قمّة حياة الشعور عناق الأحبة داخل كأس البيان
في العدوة الدنيا يكون الخصام يُسعّر شوقاً ويطلق عنان
وفي أعلى الوادي بقدس أقداسٍ يتم الفناء ليبقى الواحد ثالث اثنان
حياة الشعور سفينة نوح عليه السلام هنا والآن
الفكر الثاقب عصا موسى عليه سلاما يبطل سحر العيان وبين البينين يأتي السلام عليه الخضر يسوي الخصام ويعقد قران
ألوية السلام من تحت الثرى نبتت فيها الجواب لكل سؤالٍ فيه امتحان
راعية البراق
جنود السماوات والأرض على النفير فوق الراء جاهزون
فالراء من بين الحروف لها مكانة لا يميّزها كل من ركب الظنون
بوتقةٌ تفرّ الشوائب منها وقاطنها اليقين على سرج المتون
سوّاحة كشأن اليقين لا استقرار لها مكرّة مفرّة حول الحجون الراء طاقة العلم من أ ل ر تروي لك الأحكام من القديم ما تحت البطون
وفي الرواية هي قمّة التشويق كلايمكسها وهي مفتاح السجون
الراء راعية البراق إلى الأنبياء الصلاة والسلام عليهم عبر أبعاد الزمان تُرسله إليهم يأخذهم لسدرة المكنون
هي الخباء تحت ساق العرش خيمةٌ نُصبت إليها يأخذهم الطائر الميمون
ليس البراق خيالاً يحملك بعيداً إلى داخل الأسوار من الحصون
بل هو اعتمال محبة الإرواء فيك يأخذك إليك كن فيكون
وعند الزواج يُقام عليك يكون البراق شاهدك ويكون جبريلك المأذون
حينئذٍ تُقرع الأجراس في كنائسك ويرتفع المؤذن بالنداء من على مساجدك فيتعانق في نواحيك التين والزيتون
ويشرق وجهك بالضياء صادراً منك يتوالى عليك النور طيباً و دخون
فيقول لك جبريلك تقدم فعروسك في انتظارٍ تدخل تجد نفسك المرهون السير منك والرجوع إليك وما تعدد الصور والألوان إلا مهرجان الفرح لعودة المسجون
فلا تدور في الآفاق تبحث عنك فالعالم الأكبر فيك انطوى و حقيقة الزمن الآن لا عبر القرون
فإذا أويت إلى جنانك فاستقم وتواضع وإلا فتنك المتربص الملعون
الاستقامة لا حدود لاكتمال نصابها فلا تتراخى اصبر وصابر ورابط تجد السكون
الهلع والجزع يستفزانك تكدح خارجاً لتعرف من تكون
و حقيقة الكدح أن ترابط صابراً ينبثق عنك ربك المكنون
حال ما أن إليك أويت يحتد منك البصر فترى الأمر عياناً يقيناً بأنك المرهون
ليس في الكون ما خُلق عبثاً بل الكل موجه ليتمكن الإنسان من السكون
قميص يوسف
هل العشاق تُجافي جنوبهم مضاجعها لتطلعهم على السر الدفين
وهل هم والهوى يسرون ليلاً يتطلعون بلوغ مهد سلطان المحبين
وهل النفس ومن سوّاها فألهما بعضهم من بعض وليس هم نوعين
أم أن القلم وما خطه امتداد بعضهما كشأن الماء والطين
أم أن العينان لا تريان إلا واحداً تنظران إليه من جهتين
وهل أن المحب الحق إذا دنا تدلى إلى غاب قوسين أو أدنى من الحرم الأمين
وهل للمحبين هناك مقاماً أم أنها الأحوال لا تركن لهداة الليل السكين
فيا أهل الهوى هبوا لنجدتنا قد ضل حادينا ونجهل أين نحن هذا الحين
ليس سوى السوى ما يوسوس لنا ينادينا فأين أنت يا ياء سين
قد تشابه علينا البقر فأي منا تريدين نذبحه قرباناً ونكون فرحين
ونرجو العون ألا يكون هذا منا ادّعاء وفي المحكّ نسقط صرعى خائبين
الأمل أن تُصحح فينا النوايا وحسن الظن نعتمد عليه تأمين
الظن منا فيكم جميلٌ أن نُعطى ونزاد فنعود منكم إلينا بقميص يوسف أيبين
النور الضاوي
ما سطع في السماوات والأرض من نورٍ إلا وقد كان بعض ضيائه تعكسه إلى الوجود شموس العارفين
نور المحبة أول الخلق عمّ الوجود ضياؤه لا يصدّ ضوء الشمس والنجوم شاكلتها بل أن الضوء فيه تأخذ الشمس منه ظلالها ويظل هو النور المبين
و لولا الشموس تعكس النور منه و ناره لما أخذت الكواكب زخرفها و لما نبتت على الأرض رياحينٌ ولا ياسمين
المكتوب هنا ليس شعراً
أنا لا أكتب شعراً إنما أستدرج النصوص والكلمات أبني لها بيتاً أسكنها فيه لعلها تسكن بلا أنّات فتبوح لي بالسر عن ربي الذي استعصم وراء هيهات
*** ولقد سعدت حقاً وتشرفت بهذا السيل من الحروف يسيل من الأعماق لا يحمل زبداً ولا غثاء مجروف إنما يرتب المهد للمعاني حرفاً حرفاً فيهدأ الروع بالمعروف ***
ي س قلم و دواية تكتب المكنون وما تراه العين قلب القرآن ببحر التين والزيتون سلام نورين
زوج من الأزواج مما قيل مما لا يعلمون فطين الياء والسين عامودين ركائز الباب بسور الطين
ببحر السين غسيل جنبين معاول الياء تدك سور السين
الغفران يسبق رمش الأحداق
كن حوتاً تتوارى خوفاً عنك فلول سباع الأعماق
وما الحوت تسرّب عن موسى السلام عليه فأفاق ما ذاك غير إشارة لكيف لمغتربٍ تدفعه إلى الوطن الأشواق
كيف لمشتاقٍ يغلّ يداً فالأشواق على درب الرجعى لا تمل الإنفاق
فما بالك بمن إلى الوطن القديم الأشواق تدفعه ويرجو الإعتاق
ينادي الحبيب يتبعه بأبيه وأمّه يُفديه ولا يثنيه الإملاق
طالما أن الصواع برحله فهو يُعطى ويُزاد إلى ما فوق الآفاق
فإن كنت تعرف قيمة ما فيك وأنت فيه وعليه ما أنها قسمة ضيزى تستدعي الإحقاق
لا بل أنت الحبيب المحبوب المدلل لا يقنط فالغفران يسبق رَمش الأحداق
ولعل ذلك أسرع من قول كن فيكون وتلك رحمة وسعت الفوق وما تحت الأعماق
الدين النصيحة
توقف لا تحرّك المهماز إن أردت اللحاق به فالليل والخيل والبيداء تعرف أنه لا يفارق الدار أبد الآبدين
ليس اللجام إن أردت شكم جموحه أطلق العنان له فالقصواء تعرف أين يُقام دار العابدين
نراك قد غضبت إذ صححنا لك ادعاء قراره الخير لك أن تغضب له وأن على النفس تُؤثره لتكون زين العابدين
وتريد أن تقطن الدار الأمان جواره لتنال حظاً من الطيب عبق جنابه خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
لا تستهون إشاراتٍ ترى أنها لا تسوى ويكون زمام الأمر فيها كالشمس في وضح النهار دليل درب السالكين
تجدد الفطرة
فطرت من فطر السماوات والأرض تتجدد كل يوم من الغيب يأتي جديد
كما الحال في تجدد شأنه صوراً و ألوانا فريدة لا مثيل لها على التحقيق في التفريد
سلامة الفطرة يحكمها إشاعة الخير لإجلاء محاسن الحسن الفريد
وعلى حمئة جذوة الحب تعتمل في الأحشاء يتحسّن التخليق فلا شيء إلا وخُلق فريد
السلام عليه آدم والد الأوادم جمعاً زوّج البنت لأخيها لم يكن إلا فريد
فكانت فطرت مبدع الأكوان جعل المودة والرحمة وشيجة التشقيق بالتحديد
ولماذا نروح بعيداً لعهد قديم فالأباطرة في روما وفراعنة مصر الجديد
إلى عهد قريب يتزوج الإخوان أخواتهم تماما كما كان في العهد العريق فليس ثم جديد
في كل آن أقام على مكانٍ سابقاُ أو لاحقاً تواءم الاثنان بسطاً على مقامٍ جديد ليُقام الوزن بالقسط على سلامٍ وسلامة فطرت التشويق لشرق نضيد
فلا تغرب شمسٌ إلا والأشواق تعربد تدفع ليل الجمال حثيثاً نحو فجر الجلال العديد
جلد الحياة المتجدد جمع كل الذي مضى وجميع ما يُقبل في هاهنا والآن حقاً حديد
القدح المُعلّى
إن كانت الأنا تسافر سائحة نحو آفاق الوقت عبر أبعاد الزمان
فال أنت لا تزال كنزاً تتوارى تحت الطين أقيم جداراً على المكان ها هنا والآن
الفرق بين الأنا وال أنت لا فرق وإنما الفرقان هدم جدار الزمكان
ويُستخرج الكنز الدفين أمداً سحيقاً هو ميراث الغلامين اليتيمين زمانا ومكان
فلولا أن كان الصلاح شأن أبيهما لكان الحمأ المسنون الآن سيد السلطان
ولما أنجبت السلام عليهما مريم العذراء عيسى مسيحاً على نقيض السلام عليه موسى الديدبان
الأنت حقيقة الحقين هو القدح المُعلّى بقدس أقداسٍ لا تتجلّى إلا لمُسبّحٍ بالحمد شاكرٍ اشتكت مضاجعه حرقة الهجر والسلوان
شُبُهاتٌ تبعت وهم
يقولون كثرت علينا الضغوط هموم الحياة وويلاتها وما هم في ذلك إلا حيارى وما سبب كل هذا غير الوهم
إن هم إلا عقولاً ما شبّت عن الطوق وما عن القيد تحررت معاصمهم
فإن رُفع حجاب الوهم عن نواظرهم دخلوا المدائن سُجّداً وتجدد فيهم فهم
إن هم بنعمة الأرباب عليهم تحدثوا أطلت من الجنان حورياتها تُحيي لهم وعم الفرح أرجاء الجنان وازدانت الأكوان بألوان البهاء و هطلت السماء تزغرد لهم
إن نظرت إليهم بعين الوهم رأيت قبوراً عنها خرجت بعاعيتها تُعيث فيهم فساداً ورأيت أنهاراً من دماءٍ سُفكت و كثير أبناء سفاح صاروا قمم
كثيرٌ منهم قادة وعلماء دعاة مذاهب لا ترى في عيونهم غير الخواء أفئدة لا تعزف إلا نشازاً فالآذان سُدّت وقر ا وتغلّفت القلوب قشوراً وظلاماً لهم
عيون الولد للوالد تنظر شذراً ستبكي كثيراً ومنها تنهمر دموعٌ دم
فيا ابنٌ عصى والديه أتعلم أن الحياة بدأت بهم وأن لك لا خلاص إلا تحت أقدامهم
المثل الذي لا مثيل له
كلمة واحدة تغيير موازين كل المفاهيم زمناً طويلاً عمّرت
كلمة صغيرة من حرفين طول الزمان لا تغيّرت ولا تبدّلت
المثاني السبع وذو القرنين وجنود يس عيونٌ لها تأججت
الكلمة لا طه ولا يس بل المثل الذي لا مثيل له عليه تعرّفت
على نولها غزلت نسيج شعورها وبالروح والريحان تعطرت
لا لون ولا طعم لها ولا رائحة لا هي الماء ولا الهواء بل هي من سخّرت
كلمة التوحيد{لا إله إلا الله} رأس رمح جنودها برقعاً خلفه استترت
لا تعرّفها الألف واللام لا بل العرفان مشكاتاً عليه تنزّلت
لا تكون رؤيتها إلا بواحدة لا زمان ولا مكان وراءه خُفيت
كلمة مجرّدة لا تنتسب لغيرها فلا غير لها ولا غيرية بها امتزجت
إن عرفتها عرفت ما بعد الجنان السبع و سدرة منتهاك إجلالاً لها سجدت
على نقرة الأوتار من جيتارها الملائكة تغنّت مسبحة وبلابل دوحها رقصت
ما تذوّق زيت جنينها البكر إلا واحدٌ نورٌ من نوره كل الخلائق خُلقت
و من أحسن ممن خُلقه لها وصفاً فما غيره في صوره نُفخت
حاول الوقوف تحت الظل من شرفاتها عسى ولعل عليك أنها طلّت
فإن حُظيت بنظرة منها ازددت جمالاً قطرة مما به سبحت
كلما منها اقتربت منك إليك بين الصفا والمروة هرولت
لأجل التذكير بها الكعبة المشرّفة البيت الحرام قواعده رُفعت
أُشدد الوثاق منك فيك تسعى إليك وصيفاتها بما عليك اشترطت
فإن إليك باحت بحبها كان منك الوجد قد فاض بما طفحت
حتى إذ استحكم الوجد من عرفاتك قالت لك عُد واعتدل وهكذا دائماً حكمت
فلا تيأس استذكر عاود الكرّ لعلك ترضى بما عليك تفضلت نفحت
هي تهواك لكنها تتمنّع تستوقد ناراً مقدسة حيث أنها هجعت
فاستمع وأنصت لأريج حديثها تغدق عليك عطراً طالما به نضحت
و لا تلتفت عنها و إلا تبعت عشّاقاً لها صرعت
فأنها لن ترض منك إلا وكلك جمعاً سُجّداً لما وعدت
فلا تدع الوسواس الخناس يضللك عنها فهي لن تقبل إلا و كلّك تحت أقدامها جمعت
فخذ كتابك عرض حالك باليمين لا تتردد واقصد العلم الذي نصبت
وأعلم بأن كل الذي سبقت حكايته قصة حالك منك فيك النفس وما عليه انطبعت
نون الحق
الطريق السالك عبّده الرب فتوجه إليه عليك تجده قد حنّ ترفّق
أمض لوجهك لا تتلفّت تجد القرب من ربك فيك تحقق
فالرب فيك خلاصة السير منك إليك فانظر إليه ثقة فيه لا تتملّق
دع القلم فهو من يكتب والتمس النور من نون الحق
وقدة القلوب
ليس الخلق بداية الحياة إنما من الخفاء هو أول الظهور وهو آخر المآل
بداية الحياة هي أنه أحب فكانت المحبة أول جلاء النور بلا ظلال
وبرزت الحقيقة تحكي عن الخفاء مثقال ذرة من وجدٍ أشعل الشعور في دلال
فبي كانت المحبة وقدة القلوب والفكر قبس نارٍ شرارة المرور لكل حال
يمكنك أن تمتطي الأحوال أجنحة بها تطير لبعدٍ ما بعده مجال
تعلو إلى ما بعد حدود السماء وفوق الناطحات لسحب الخيال
حتى إذ أفقت لواقع الأمر تجد مقامك والبلاط تحت ممسحة الشوال
فإن كان معدنك مقام الأصل فيك نفيساً نهضت من كبوةٍ وشددت في الحال الرحال
إن كنت تبيع الكلام ترسله على عواهنه خفت موازينك يوم الحارّة عند السؤال
و إن كان المقام فيك يشكر حمداً ثقلت موازينك بالعرض حال
الناس معادن كذهب وفضة ومنهم الألماس كما فيهم الصلصال
فأربأ بنفسك عن كل صغارٍ تتجاوز الأسباب للمسبب المتعال
اعتمد الرب عنك حولاً وقوة تجد المصاعب حولك وهم خيال
العلاقة المقدسة
{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون} [21 الروم]
الزواج يحكي كيف برز الخلق جسداً من اعتمال محبة الذات في ذات الخفاء الصميم
الرجل يحب نفسه فيريدها خارجه يستمتع بالنظر إليها يعانقها مودة فيسكن إليها فيقيم في داخلها بلهفة الشوق للرجوع إلى الوطن القديم
في البعد الرابع ما بين أربعةٍ يتم فناء التعدد تُدكّ الجبال فيصير الزوج جسداً واحداً بقلبٍ ساجدٍ فتتنزّل الرحمة بميلاد أبناءٍ تتبلور جنة نعيم
علاقةٌ مقدّسةٌ حُفظت بأسوار عناية عصيّة الخرق وبعد عبادة الربّ بالوالدين إحساناً فتتناغم الرحمة ولاءً للود الحميم
وتستمر الحياة ببحر المحبة أمواجٌ تروح وأخرى تجيء والبحر الزاخر يظل كأنه هو كالليل العتيم
بالنفخ في صور الخفاء تصير المحبة روحاً تتجسّد خلقاً ويُنصّب الإنسان على الأرض خليفة ومن وراء السبعة بحور الحياة يُنادى يُلاقي الرب العليم
الفؤاد أنثى
لا تُقرّع المرأة تؤدبها فهي خارطة الطريق إلى العقيق
و لا تطرق بابها إلا برحمة ومودة تسكنك سدرة منتهاك لمحاً كالبريق
لا تدخل إلى المحراب تصلي إلا ببسملة فيطيب لك المقام بجنان مأواك العتيق
ولا تجلس بقارعة الطريق تستجدي خذ حبلاً واحتطب و أشعل النار للتوفيق
وخذ قبساً منها أو جذوة لعلّك تهتدي أو أنك تصطلي من بعد بالتفريق
لا تسجد إلى العتب المبارك إلا ذاكراً وبالتي هي أحسن ذكّر لعلك أن تفيق
المرأة الزوجة هي الفؤاد لقلبك هي بابه و حجابه هي عاجنة الدقيق
فإن سكنت إليها بكلّك ما عنها التفتّ آوتك إلى رحابٍ فيك واسعٍ ودقيق
الظهور استئناس
قلنا أن المرأة أنثى وليست الأنثى امرأة من النساء ونقول أن الرجل ذكرٌ وليس الذكر رجلاً من الأناس
الذكرُ الواحد الأحد لم يلد ولم يولد وإنما الخفاء ظهر جلاءً مساس الأنثى نفسه المقدسة من خفائه أخرجها كي يراها لأجل استئناس
هنا انبثقت العلاقة المقدسة بين رجل وامرأة مثلما بين السماء والأرض التماس
ولقد جُعل ما بينهما عروة وثقى قوامها المحبة مودة ورحمة والسكن أساس
الفن أنثى
الأعظم في ضروب الفن أنثى لا نقول الأنثى امرأة بل أن المرأة كما شأن الحقيقة أنثى
وما ألّه الأقدمون المرأة آلهة أنثى إلا استراقاً لسمعٍ عن أمر الحقيقة الأنثى
ولقد انبثق الحق رجلاً عند التجلي من رحم الحقيقة الأنثى
مثلما أنجبت السلام عليهم مريم العذراء عيسى كلمة {الله} ولداً كان والداه رحم أنثى
واعتلى الحق صار رأس الرمح زوجاً للمرأة الأنثى
فجُعل السلام عليه آدم الذكر خليفة و عنه مما في الأصل كان به انبثقت حواء المرأة الأنثى
ياء السماء
الاستغفار يمحو كل آثارٍ لمربعٍ في مربعةٍ ولا تسلني عن ماهية التربيع فأنا وأنت عن فهم ذاك سواء
فلقد صحوت الآن وهي على اللسان تجري بلا استبطاء فعكفت أستغفر لعلي أجدها بين حرفين مما أفاء
ولقد نوديت من وراء سبعة بحورٍ أن إلى فصل تدريس اللغة العربية توجه بلا استرخاء
هناك يدلونك على الماهية والأضلاع الأربعة بلا استثناء فمالي لا أهيم بوادٍ وُجدت به لا صفة له ولا أسماء
ليس خبط عشواء أسير بين شعابه وإنما علي نسق ما ينتظم قطرة الماء
درجوا ينادونك ليث الرمال وأنت في الغابات ليثٌ كما أنت في الصحراء
طفقت تترقب كيف الظهور تردد أن هيت لك فاقبل يا ياسين الأرض ويا ياء السماء
الياء والسين يكوّنان فؤاداً أُنبوباً لولبياً يؤدي إلى قلب العماء
منه يخرج السلام قولاً ليكون كما في السماء يحط على أرض البقاء
لعل أن المربع في مربعةٍ هو العقل يتشتت إلى جميع جهات الفضاء فالجهات الأربعة أزواجاً ثمانية أبعادٍ لآفاق الخفاء
الآن حاضرة الوجود
يدور الزمان يتلولب في سيرٍ حثيثٍ إلى ما شاء {الله} دونما توقفٍ أو تكرار
وحدة قياس الزمان اللحظة الحاضرة جمعت ما كان وكل الذي سيكون بكامل المقدار
لو أنك أمعنت النظر وبكامل انتباهك أنصت لرأيت كيف القضاء سطّر الأقدار
وبكل تأكيد لو أنك في الآن انتبهت لرأيت الآن ما كان من أمر تقلّب الحياة في الأدوار
لرأيت الآن حاضراً آدم وحواء السلام عليهم وإبليس يغويهم ولسمعت أصل الحوار
لرأيت أمام عينيك الآن حاضراً سفينة نوحٍ السلام عليه تجري بالقليل ممن عليها في موجٍ كالجبال ثم كيف استوت على الجودي و كيف أن الابن ما أغناه كومٌ من الأحجار
لرأيت عاداً يحاججهم أخوهم هودٌ السلام عليه فيقولون إلّم تأتنا ببينةٍ نحن بما تقول كُفّار
ولرأيت ثموداً يذبحون ناقة صالح السلام عليه ولشهدت طعام وشراب صاحب الحمار وقد لبث مائة عام ولم يتسنه ولرأيت عظام الحمار كيف أُنشزت ثم كُسيت لحماً فلم يملك صاحبه سوى استغفار
سؤال صعب والإجابة أصعب
هل لابد أن تخطيء لتترقى وإلا تقف مكانك سر وما هو السر في لازمة الخطأ للسير إلى الأعالي على متن استغفار
قال ( إن لم تُخطئوا وتستغفروا فسيأتي {الله} بقوم يُخطئون ويستغفرون فيغفر لهم ) لم يأت هذا الحديث عن هوى وإنما هو الحكمة الحكيمة خلف نماءٍ وازدهار
الدرجات العاليات لا تُنال إلا بعد امتحانٍ وابتلاءٍ ليمحق الحقُ الباطل على تجارب ذوقٍ ولا بدّ للصفاء يعقب إعتكار
إن كانت فطرت الأشياء أن يعقب الليل النهار في دورة متواصلة ديدنها أن تتلولب باستمرار
فإن فطرت الأحياء أن تتقلّب بين موجبٍ وسالب تحاول جاهدة أن تتوحّد لتنجب الأحرار
وإن بدأت فيك الشهوات تتقلّب فأوي إلى جدار لا ريب تبترد برداً يذيب أعتا جهنميات الدمار
أخبارٌ وأنباء
بانت سعاد وما بانت والبون أصبح شاسعاً ما بين خطأ واستغفار
غير أن من لطائف الأخبار التي وردت أن مجرّد الندم يُدنيك عشرة أمثالٍ ولا يُبعدك عن ضوءا لنهار
ولعل أن من أحسن الأنباء أن العشرة قد تتضاعف إلى مائة والمائة إلى عشرة آلافٍ وقد يتجاوز العدد الحساب بلا عيار
إذاً فالظلم لا يقع أبداً على العبد من ربه الذي سوّاه فأحسن خلقه ليرى نفسه خارج الأسوار فيا ليت أني يا سعادُ وأنتم نقيم معاً فتتحوّل الأحوال إلى مقام لا يُقيم عليه الخضر السلام عليه جدار
فنغنى كما كنا نحن وأنتم من قبل أن تتنزّل الأملاك تُلقي على عيون العالمين دثار
هذا الليل ما أعمقه كفضاء الكون بلا نهاية وما أجلّ وأكثر ما يحويه من أسرار
فيا ليتك يا ليلُ لا تنقشع إلا وقد أُفرقت الدنانُ عن مكنونها فأصبحت يا ليل أكثر ضياءً من ما ليس يغطيه السحاب نهار
ضجيج السكون
الجفاء عمّ القلوب وضرب الجفاف متون البحار وليس ما يُكتب هنا غير انفعالات نفسٍ تعرّت أمام مرآتها ومن ثم سقط النقاب عن وجه الجمود
في جوف الليل هذا الذي ما عاد ليلاً يحتضن السكون السكون تلاشى تحت إيقاع الضجيج سمة العصر يُرِى كأن الفناء طريق الخلود
ليس الفناء انعداماً وإنما تجدد صور الحياة كيفما يعقب الليل النهار إلى ما لا نهاية أفق الفضاء يعانق فيه صيف الفناء شتاء الخلود
ضجيج سكون الليل جعل الحضور عصيّاً والاستغفار بالأسحار عملةً نادرة وصرف المواهي كل شتاء حين الضجيج يغمره الصقيع فتتخشّب منه الجلود
البحث عن المعرفة
انقطع إرسالي فما عدت أرى غير منثورٍ من هباءٍ أقام بالأركان
فخمدت براكين شوا كلي ومادت الأرض من وطأة الأوزان
وخرّ الجسد المعتّق هامداً بعد ما ارتفعت على المآذن ندوة الآذان
وتيبس الجزع عجزاً عن حمل أوزاري فما عاد إلاّ حطباً لوقادة النيران
أصبحت مبتدِأً تحت المطارق يحبو عبثاً يحاول يحاور ما كُن بالأجنان سأظل أبحث عن أرض لا ينبت فيها شوك الأغصان
أبحث عن وطنٍ تجري على صفحة أنهره يرقات الصحيان
أُطارد كلمات تدكّ بقوتها أركاناً ران عليها النسيان
أبحث خلف حجاب العجز عن زنبقة تفوح أريج الإنسان
أغازل حسناً يتوارى تحت أسمالٍ من عفنٍ فوق ألوية العصيان
أتعجب كيف لهذا الجسد الهرم يتماوج يروي بساتين حقول الريحان
الليلُ رجلٌ معطاءٌ لا يبخل يجري من بين أنامله موزون صفاء الألحان
ونهار الكدحِ حسناءٌ تتبرّج تتمنّع تتبرقع تطلب حمر النعمان
الجنّة رجلٌ يلبي خطرات تتخاطر والمرأة نارٌ موقدةٌ لا يغنيها بذل العينان
أزواجٌ لم نكن نعرفها تتزاوج كالشمس تعاشره قمران
سأظل أبحث عن أهلٍ لا تعرفهم ويلات غواشي الحرمان
أبحث عن خالص ودٍّ لا تشوّبه غافلات ٌ من منٍّ أو خصلاتٌ من نكران
أبحث عن شجرٍ زيتونٍ تقطفه يتفتّق ثمرات لا يحصيها الحسبان
الإيجاب زوج السلب بغير حساب ينفق لا يخشى النقصان
وحسناء الخدر تأخذ لا تحسب تشبع إن شبعت نيران
رمضان إيهابٌ من نور يبرقع وجه الحسن الريان
رموزٌ هي آياتٌ دلائل أروقة خافية في بهموت سراديب العرفان
معرفةٌ تطلب يدها يواجهك الصدُّ كسراب لا يروي الظمآن
مخاوف الخوف
أراه في عيني النور صار إلى ضياءٍ بلا ظلال بين الياء والسين
وما طاء هاء إلا حروفاً من حروف إشاراتٍ سفن الألباب تغدوا وتروح بين الشاطئين
والسلام قولاً يأتيك فعلاً عيانٌ بين بينك والحروف مراسيلٌ تروم تطمين عيون العاشقين
الوقوف بالأعتاب شكٌ فلا الأبواب مغلقة ولا يلقاك رب البيت إلا بالبشاشة كل حين
فلا تكن هشاً واصمد واصطبر شكراً لك أولى ولا تراود فيك ظناً فقليل هم أولائي الشاكرين
الاعتمال بين جوانحي في النفس للبرهان شوقٌ والصبر في الأهوال فوزٌ والكأس مفتاح اليقين
الباز يحلّق عالياً تحت طيات ملابسي ولست بعابئ بما لا تراه عني عيون الغافلين
فالنور يشعُّ منه يبدد حالك ظلمتي وذلك فضلٌ به تفضّل ربّ عين عيون العالمين
النفس عني تعيب مني صمود تجالدي والخوف مني يخشى انفراط عقد العائدين
عود المراسي
ما عشان عرفت لك حرفين تتطاول تخلف الرجلين تقول بقيت عارف ب{الله}متمكّن وسط جماعة العارفين
العارف زي باز يحلّق جوّات فضاء الكون بلا جنحين ما يلاقي ليهو مقام يرك فيه يرجع يتواضع يقع مسكين
العالِم جبل شاهق حجر مردوم فوق الأرض ظاهر والعارف بحر جاري تحت الأرض مجراهُ ط هـ و ي س
العلم والمعرفة وجهان لعملة واحدة متداولة بين اثنين عقلُ وقلبٌ بيناتهم فؤاد همزة وصل بين قطبين
الفؤاد من جهة القلب الصدّيق في الغار ثاني اثنين ومن جهة العقل الحاسة السادسة ذات نورين
الفؤاد مركب نجاة من الرياح السبعة الهابّة بين بحرين و القلب عود المراسي الراكنة فيه كل السفن وقتين
أمن الجسد
الإسلام أن تُسلّم الأمر لصاحب الأمر عن رضاء التسليم والاستسلام أن تكون عبداً طيّعاً لا تعترض بذاك يعم السلام جميع الخلايا ويغمر الأمن الجسد
وليس التسليم أمراً هيّناً فدونه امتحانات وصعاب لا حدود لها والعبودية لا تتناهى تظل تتصاعد تطلب الرب الأحد
وتلك مرتبة لا يحققها إلا واحدٌ من نوره جاء المدد
كتاب اليقين
لا ريب كتابٌ صدره استفتاح خزائن الفتح من محيطٍ بين مدٍّ وجزرٍ إلى شواطئ النور المبين
والمتن من ذلك الكتاب لا ريب أُقيمت ركائزه ثمانية على قعر أعماق العلم من حق اليقين
والعجز من لا ريب ابتلاءاتٌ تُحصحص الحق تخرجه إلى النور من الأجداث تُسلّه كالشعرة تُسلّ من كوم العجين
لا ريب حجابٌ تُدفع به الآفات بعيداً به تُنظّف الآفاق من قُطّاعها به تنجو من بوادر كل فعل شين
لا ريب كتابٌ من الكتب القيّمة به صحفٌ مطهّرةٌ لا يدنسها شكٌّ ولا يقاربها إلا من كان من زمرة القليل الشاكرين
مفتاح شفرته { لا إلا أنت } مصباحه الصدق ولا عنه يغنيك إلا رضاء الوالدين
واحد الشارع
ما أن تجهز العربات حتى يتدافع الناس خلفها نحو درجات السلم السابع
وما أن أشرفوا على مقام غاب قوسين أو أدنى أصبحوا فرادى لا يرى أحدهم الآخر وكأنما هو واحد الشارع
لا إقامة
الحياة تتبلور تنجب كل يوم جديدٍ جديدا من الثمر المنضود ومن الحيوات ما تجعل الشعور يتصعّد إلى نظرٍ حديد
تموت الحياة وتُقبر لينبت جديدٌ منها زهرٌ يتفتّق ثمراً وتستمر الحياة كشأن الحيّ القيوم من أوجدها ببأسٍ شديد
دُخانٌ تكثّف وضُرب ببعضٍ منه وانبثق شُواظٌ من نارٍ وانطلق الشرر فكان الطاقة لروحٍ تعدد نفوساً بعمرٍ مديد
ولبث الأمر كما كان عليه حقباً سحيقة ودهراً دهيرا ثم على قدرٍ جاء العقل عقالاً لقيد الأمر بجنزيرٍ حديد
وتتقلّب الأحوالُ بين لائمة وأمّارة لينبثق إلهامٌ يُحدد مقاماً لا إقامة فيه بل الحراك لموقع جديد
الحياة بجلالها وجمالها تصوّر شأن بارئها المجرّد أسرار أبعادها تتكشّف حين تتأمّل تتدبّر عنها لا تحيد
دائرة الفلاح
العلم متعة والمعرفة استمتاع هكذا جاءت من أين لا أعرف ووجدت أني أردد كيف هذا أتعجب من واردٍ بليلٍ يستقبل الإصباح
الجمع بينهما حياةٌ تكاد أن تَكْمُل العلمُ بسطٌ فكرٌ يطوف ويسعى والمعرفة الشعور لها كعبةٌ محورٌ وليت أني أستزيد وضاح
شأن العلم أن يتسلل كالبركان من داخل الأرض يتفجّر يُولّده شعورٌ غامرٌ تجد له مثلاً عند الديك في الفجر انتفض وصاح وسيلة وغاية بعضها من بعض يتبلور الكيف في ي س يتخفّى والكم محسوبٌ بدقة على ميزان هيهات استيضاح
الحساب بالدفتر الحسنة تضاعف عشراً وربما مائة إلى مائة ألف إلى بغير حسابٍ و الفضل لا له أبواب تحجبه هو كالهواء لا له مفتاح
الهمّة كوهج النار والوقود استغفارٌ أذكاه بالأسحار والفكر استذكار وليس أن تركب إليه جناح
العلم بالفكر تعقله والمعرفة مكانها القلب النفس بينهما سُوّيت أمارة وأُلهمت كيف بالأخطاء تكتسب النجاح
تعتمد النقائض سلماً ما بين تجاذب وتنافرٍ وجاهدة تسعى لاستكمال دائرة الفلاح
براكين جسم الإنسان
جسم الإنسان نموذجاً عليه تجري الأقدار على نهج التصريف لشأن الأكوان
على الأرض زلازل وبراكين تنفث حمماً ونفايات رمادٍ كأنها تتخلّص من فائض طاقة خرجت على صورة بركان
كذلك جسم الإنسان وعلى مدار اللحظة الحاضرة يجري فيه العمل على التخلّص من نفايات الإحراق لوقود الطاقة تجعله حيّاً كمفاعل نووي لا تخمد فيه النيران
قوام الجسم ذرا تتلاحم تترابط بطاقة جذبٍ عليها فُطرت ليقوم بناء الجسد الكائن ككيان الأكوان
كل ذرّة من ذرا كيان الجسد هي أيضاً كائن حي عليه تجري الأقدار على نهج التصريف لشأن جسم الإنسان
لو أنك تفحّصت جلد الجسم بميكروسكوبٍ أعظم لرأيت السطح يفور كأن على كل مسامٍ بركان
وهذا ما باستمرارٍ يجعل حياة الكائن ممكنة بهذا التجديد الدءوب لخلايا التركيب لأساس البنيان
وإن أردت مثالاٍ لمزيد استيضاحٍ فانظر للظفر لا تكاد تقصفه حتى ينمو كذلك شعر الرأس تحلقه ثم تعاود حلاقته ولما تمر عليه الأزمان
الخاتمة
سؤالك أخيك كيف الحال ليس منك كلماتٌ مجرّدةٌ بها تريد اطمئناناً على أحواله بعبارة كيف الحال
السؤال عن أحوال أخيك في أصل علاقات الأُخوّة له الكلمات إطاراً يضمّ داخل الضلوع جميع خصال الجمال
الحروف خلايا التجرّد عن جسم الكلام كل حرف كجراب العرد مكتنزٌ مدفوسٌ ينزّ بانبعاثات أريج المحبة ووسيط التوصيل ليس إلا مجرّد سؤال
الأصل فيما تراه عملاً صالحاً ليس إلا نيّة طيّبة تخرج منك إلى من تحسبه غيرك تُصاغ على صورة سؤال
حقيقة الأمر أنما يخرج منك يُردّ إليك فتجد البركة تعمّ أرجائك أنت ما أن يخرج منك يعود إليك كلمح الطرف في الحال
سؤالك أخيك كيف الحال ينمّ عن صادق رغبة وأمنياتٍ طيّباتٍ بأنك تحب له حقيقة ما تحب لنفسك أن يكون سعيداً كما أنت عليه حين سألت وليس خيال
| |
|