خير الأعمال أدومها وإن قل:
معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين, إخوتاه يا من صمتم وقمتم, وخشعتم ودعوتم, الصيام مدرسة ربانية أخذْتَ فيها دورة تدريبة علي الطاعة والانقياد إليه ففي رمضان تركت الحلال الطعام والشراب والشهوة أفلم تتهيأ نفسك لترك الحرام في رمضان وفي غير رمضان؟!!
فاجعل كل شهورك رمضان وكل أيامك أعيادا بطاعتك فكن ربانيا ولا تكن رمضانيا، ورمضان كشفك أمام نفسك فها أنت قد صمت وقمت وانتصرت علي نفسك فلا تقل لا أستطيع فلقد استطعت في رمضان فما الذي يمنعك عن الامتثال بعد رمضان؟!
فليس معني انقضاء رمضان هو انقضاء الطاعة وانتهاء الصوم والصلاة وأعمال البر وليس معناه فك القيود وتقطيع السلاسل.
وإن كان رمضان قد مضي طيف خيال فالله حي لا يدركه زوال فلم ننقطع عن العبادة ونهجر المساجد ونهجر القرآن بعد رمضان؟!!
فاحذروا أن يزين لكم الشيطان هذا فإن الله يرضي عمن أطاعه في أي شهر كان ويغضب علي من عصاه في كل أوان.
فهل بعدما ذقتم حلاوة الطاعة تعودون إلي مرارة العصيان؟!!
ولا تنس عداوة الشيطان الذي كان مكبلا لمدة شهر عاجزا عن غوايتك يستشيط غضبا بطاعتك يتوعدك بعد رمضان بالغواية والوقوع في الضلال والمعصية، الشيطان الذي توعد ذرية آدم بالكيد والغواية {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}( الحجر :39-40)
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص :82-83)
يقول كعب رضي الله عنه:مَن صام رمضان وهو يحدِّث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود
ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
عن الحارث بن مالك الأنصاري ، أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : « كيف أصبحت يا حارث ؟» قال : أصبحت مؤمنا حقا ، قال :« انظر ما تقول ،فإن لكل شيء حقيقة ،فما حقيقة إيمانك » فقال ، قد عزفت نفسي عن الدنيا (1)، فأسهرت لذلك ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ،وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها ،فقال:« يا حارث عرفت فالزم » ثلاثا (2)
فيا من تذوقت حلاوة الإيمان وعرفت فضل الأعمال في رمضان فداوم عليها ولازمها ولا تتركها بعد رمضان روى الإمامان البخاري ومسلم رضي الله عنهما عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ » قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتِ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ. ولفظ البخاري « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ ، وَإِنْ قَلَّ »
ويا من كنت لا تحافظ علي الصلاة ووفقك الله للصلاة والمحافظة عليها فإياك أن تضيعها.
عَنْ أَبِى سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِراً يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ » . مسلم
روي مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (أي ابن مسعود ) قَالَ : } مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ {
يا من عرفت طريق القيام في رمضان وتذوقت حلاوة المناجاة فلا تحرم نفسك ولو ركعتين قبل أن تنام وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال:} يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن
قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس { رواه الطبراني في الأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وحسنه الألباني.
يا من فتحت المصحف وعشت في رحابه في رمضان فلا تفرط بعد رمضان أترضي أن يشكوك رسول الله إلي ربه يوم القيامة {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان :30)
ويقول ربنا تبارك وتعالي {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحـج :32)
ويقول أيضا لنعلم أننا في رحلة أولها المولد وآخرها الموت وهي كلها في عبادة{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر :99) قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد الموت وسمي الموت باليقين لأنه أمر متيقن و المراد منه: { واعبد رَبَّكَ } في زمان حياتك ولا تخل لحظة من لحظات الحياة عن هذه العبادة، والله أعلم. تفسير الرازي
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (النحل :92)
هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه. وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده. تفسير ابن كثير
فالذي كان يتلو القرآن ثم هجره بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله ومن وصل رحمه في رمضان ثم قطعها بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله ,فهذه الوجوه التي سجدت لله في رمضان فلا تتجه لغير الله بعد رمضان, وهذه البطون التي صامت عن الحلال في رمضان يجب أن تصوم عن أكل الحرام بعد رمضان, وهذه العيون التي بكت من خشية الله في رمضان يجب أن تمتنع عن النظر إلي الحرام بعد رمضان, هذه الأقدام التي سعت إلي المساجد يجب ألا تسعى في الفساد والإفساد في الأرض بعد رمضان, هذه الأيدي التي كانت ممرا لعطاء الله تنفق وتعطي في رمضان يجب أن لا تبطش وتسرق وتختلس وترتشي بعد رمضان.
صلة الرحم:
عباد الله إن الله جعل العيد للصائمين الطائعين فكيف تحتفل بالعيد وأنت قاطع رحمك وأنت تهجر أمك وأباك أو أختك وأخاك وجارك وقريبك أيها الصائمون القائمون العيد للمحبة والمودة والتزاور والتسامح والتصافح.
روى البخاري ومسلم عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ »
وأخاف علي نفسي وإياكم أن يصدق فينا ما روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ ، قَالَتِ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ. قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ. وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ. قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ فَهْوَ لَكِ » قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ*أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد 32-24)»
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ (3) مِنَ الرَّحْمَنِ تَقُولُ يَا رَبِّ إِنِّى قُطِعْتُ يَا رَبِّ إِنِّى أُسِىءَ إِلَىَّ يَا رَبِّ إِنِّى ظُلِمْتُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ . قَالَ فَيُجِيبُهَا أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ » رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وصححه الألباني.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « قَالَ اللَّهُ أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِى فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ » رواه الترمذي وقال صحيح وأحمد وصححه الألباني.
روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِى إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا »
روى مسلم عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِى قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِى وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَىَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَىَّ. فَقَالَ « لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ (4) الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ »
في يوم العيد اختلطت المشاعر وتداخلت الأحاسيس:
مشاعر شفقة:
علي أعمال قمنا بها ولا ندري أقبلت أم والعياذ بالله ردت.
مشاعر أمل:
أن يتقبل الله منا وأن يفيض علينا برحماته.
مشاعر فرحة:
بعيد جاء نود أن نفرح فيه برحمة الله فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْدَخَلَ عَلَىَّ أَبُو بَكْرٍ [يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى] وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِى الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَبِمُزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِى بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ] وَذَلِكَ فِى يَوْمِ عِيدٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيداً وَهَذَا عِيدُنَا » وفي رواية: [دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ ...]
مشاعر رجاء:
أن يفرج الله كرب المكروبين من المسلمين في كل مكان وأن يعجل بالفرج علي إخوان لنا تراق منهم الدماء وتهتك منهم الأعراض وتدنس فيهم المقدسات في فلسطين وفي سوريا والعراق ومصر واليمن وبورما وغيرها من البلاد.
مشاعر ثقة:
بأن هذه الأقدام التي قامت لله ضارعة والجباه التي سجدت لله خاشعة لن يخذلها أبدا ولن يردها خائبة وسيؤتيها نصرا في الدنيا وجنة ونعيما في الآخرة.
اللهم تقبل منا واجعلنا من المقبولين
وكل عام أنت بخير وتقبل الله منا ومنكم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات:17)
----------------------------------------
(1) وقال صاحب النهاية وفي حديث حارثة [ عَزَفَتْ نفْسِي عن الدُّنْيا ] أي عَافَتْها وكرهَتْها . ويُرْوَى [ عَزَفْتُ نفْسِي عن الدُّنيا ] بضم التاء : أي مَنَعتها وصَرَفتها النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري الناشر : المكتبة العلمية - بيروت ، 1399هـ - 1979م تحقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
(2) وقال صاحب كنز العمال هو حارث بن مالك، وقيل: حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه : كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال المؤلف : علاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي البرهان فوري (المتوفى : 975هـ) المحقق : بكري حياني - صفوة السقا , وقال البيهقي هذه القصة في الحارث بن مالك و يقال : حارثة و قصة الأم في الحارثة بن النعمان شعب الإيمان
(3) "شجنة" : بالضم والفتح لغتان معروفتان ، وأصله عروق الشجرة المشبكة ، والمعنى: الرحم أثر من آثار رحمته مشتبكة بها، والقاطع لها قاطع من رحمة الله تعالى
(4) (تُسِفُّهُمُ) بضم التاء وتشديد الفاء: قال الملا علي القاري: " (المل): الرماد الحار الذي يحمي ليدفن فيه الخبز لينضج ، أي تجعل الملة لهم سفوفاً يسفونه، والمعنى : إذا لم يشكروا فإن أخذ عطائك حرام عليهم ونار في بطونهم "