[size=21]من الامور التي تعين علي تدبر القرآن : -
1- الخشوع وحضور القلب - الترتيل والتغني بالقراءة - صلاة الليل - الانصات عند سماع القرآن - حسن الابتداء والوقف -سلامة التلاوة إتقانها .
قال علي رضي الله عنه : ( لا خير في عبادة لا علم فيها , ولا علم لا فقه فيه , ولا قراءة لاتدبر فيها ) و تحقيق قراءة مؤثرة لقرآن الكريم بالآتي : -
اولاً : ان يقصد القارئ التدبر والتفكر وان يخشع قلبه , ويهتدي بنور القرآن , لان تدبر القرآن هو الغاية في إنزاله والمقصد من تلاوته وكان هذا هدية (ص) , فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : ( أقرا علي , فقلت كيف اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال أني احب ان اسمعه من غيري قال فقرأت النساء , حتى اذا بلغت : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا ) النساء -41- قال حسبك الآن , فالتفت اليه فإذا عيناه تذرخان ) – متفق عليه .
ثانياً : تعظيم القرآن باستحضار جلالة قدره وعلو منزلته , وجزيل إنعام الله علي من قرأه , فيتهب لكلام الله بالوجل , والخوف والرجاء والفرح به , عسي ان يظفر بالمقصود من انزله قال تعالي ( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين , قللابفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يوسف . فمن فاته تدبر القرآن فاتته كنوزه العظيمة , ولم يظهر ببركاته الكثيرة .
ثالثاً: يحذر من هجر التدبر فإن ترك الخشوع في قراءة القرآن سبب لقسوة القلب , قال تعالي
( الم يأن الذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما انزل من الحق ولايكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) – الحديد -16- ولهذا فإن ابن مسعود رضي الله عنه ( لا تهذوا القرآن هز الشعر , لا تنثروه نثر الدقل قفوا عند عجائبه , وحركوا به القلوب ) .
رابعاً : الترتيل والتوسل في القراءة : فتكون همسه عرض المعاني علي القلب عسي ان يتاثر او يخشع , كالباحث عن معني يخفي بالقراءة السريعه وليست همسه متي يختم فهو لا يرضي لنفسه أن يقراآيات لم يعرف المقصود منها أو قصة لم يقف عند عبرها , اقتداء بالنبي (ص) الذي كان يقرأ مترسلا , لا يمر بآيه فيها تسبيحه الا سبح , ولايمر بآيه رحمه الإ وقف فسأل ولايمر بآيه عذاب الإ وقف متعوذاً ) اخرجه مسلم .
وقد قام ليله بآيه يرددها حتى اصبح , والآيه : ( أن تعذبهم فأنهم عبادك وأن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) – المائدة راوه النسائي , ولذلك قال ابن قدامه رحمه الله –
: ( التدبر هو المقصود من القراءة وان , وان لم يحصل التدبر الابترديد الآيه فليرددها ) .
خامساً : إطالة النظر في مقصود الآيات : يقول ابن مسعود ..رضي الله عنه – كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتي يعرف مما نيهن العمل بهن فإذا مر القارئي بآيات فيـها بثناء لأعمال الصالحين , علم انه مخاطب بذلك , وأن تأثره مقصود واقتداءه مطلوب , ومـما يعين علي ذلك تصور ما وقع في نفوس الصحابه من اليقين بالله , والثقه بوعده , والعزه بدينه حين سمعوا الآيات فالمتدبر للقرآن لا يتجاوز تلك االآيات حتي تظهر له تلك المعاني , ويشعر بها نفسه , ويستلهم منها العبر والعظات .
سادساً : أن يفرح بتدبره : فإذا تأثر بآية وانتفع بها قلبه , كررها واعاد النـظر فـيها , فلا يتجاوزها حتي تنطبع معانيها في قلبه , وينشرح بها صدره , فتدبره خير من كثرة القـراءة بدونه.
[/size]